يعرض طلبة من الجامعة الأمريكية في الشارقة تصاميمهم الفائزة بالمركزين الأول والثاني في جائزة «جناح فن أبوظبي» المرموقة في معرض «فن أبوظبي» في الفترة من 20 إلى 24 نوفمبر الجاري، أمام جمهور عالمي، مع تخصيص التصميم الذي فاز بالمركز الأول ليكون في واجهة العرض الرئيسية للمعرض.
يأتي هذا ضمن تقليد سنوي في أعقاب إطلاق جائزة «جناح فن أبوظبي» في عام 2017 لتحدي طلبة الجامعات في أنحاء الإمارات، لتقديم تصاميم معمارية لأجنحة مؤقتة ليتم عرض التصاميم الفائزة في معرض «فن أبوظبي» الذي يجذب آلاف الزوار.
عمق مكاني
يتناول المقترح التصميمي الفائز بالمركز الأول «مواد منبوذة: لماذا تموت المواد في سن مبكرة؟»، الذي صممه طلبة العمارة في الجامعة الأمريكية في الشارقة عمر درويش وعبد الله عباس وسلامة الحمادي، قضية مخلفات البناء، حيث عمل الفريق الطلابي تحت إشراف فيصل طبارة، الأستاذ المشارك في قسم العمارة في الجامعة، على إعادة استخدام السقالات المهملة والمواد الفائضة لإنشاء جناح يطرح تساؤلات حول دوافع التخلص من مواد البناء بسرعة كبيرة. يتألف التصميم من طبقات متعددة من شبكات السقالات منحت الجناح عمقًا مكانيًا وعززت خصائص الإضاءة فيه.
أما المقترح التصميمي الفائز بالمركز الثاني «البوابة»، فقد صممه كل من طالب العمارة محمد جويفريزال وطالبة الاتصال المرئي مريم القاسمي، تحت إشراف جورج كاتودريتيس، أستاذ العمارة في الجامعة.
أنشودة تقليدية
يحتفي الجناح بالتراث البحري الغني للدولة، حيث تم استخدام أقمشة الشراع والخشب المعاد تدويره من القوارب الشراعية التقليدية. يتميز التصميم بواجهة مزينة بعبارة «هوه يا مال»، وهي أنشودة تقليدية استخدمها البحارة الإماراتيون للتعبير عن الشوق العميق والحزن والفراق. كانت هذه الأهزوجة التي ترنم بها البحارة خلال فترة الغوص على اللؤلؤ، تتكرر فردياً وجماعياً في سمفونية مؤثرة، وألهمت البحارة لتحمل العمل الشاق وتجاوز التحديات. وقد نجح التصميم في المزج بين هذه المشاعر التاريخية والعناصر الحديثة.
وقالت الطالبة مريم القاسمي في حديثها عن فكرة تصميم جناحهم المستوحى من التراث البحري الإماراتي: «أردنا من خلال تصميمنا تسليط الضوء على الارتباط العميق لدولة الإمارات العربية المتحدة بالبحر. إن استخدام المواد من القوارب الشراعية التقليدية سمح لنا بمزج التراث الثقافي مع العمارة الحديثة، متيحًا لنا فرصة الاحتفال بالماضي وخلق شيء جديد ومؤثر».
كما نظم معرض «فن أبوظبي» لأول مرة في تكريم إضافي لنجاح الطلبة، معرضاً وحلقة نقاشية في كلية العمارة والفن والتصميم في الجامعة الأمريكية في الشارقة يوم 23 أكتوبر، عرض خلاله الطلبة نماذجهم ورسوماتهم ومفاهيم تصاميمهم الخاصة أمام المجتمع.
إبداع وابتكار
استعرض الفائزون بالمركز الأول خلال الحلقة النقاشية الإلهام وراء تصاميمهم وكيفية تعاملهم مع التحدي بإبداع وابتكار ومهارات تقنية. وأدارت الحلقة ليلى بن بريك، مديرة الجناح الوطني لدولة الإمارات – بينالي البندقية، بمشاركة مريم الزرعوني، أخصائي علاقات العارضين في «فن أبوظبي».
وأشاد د.فاركي بلاثوتشريل، عميد كلية العمارة والفن والتصميم في الجامعة الأمريكية في الشارقة، بإنجازات الطلبة وعرضهم المرتقب في معرض «فن أبوظبي» قائلًا: «نشعر بالفخر ونحن نرى طلبتنا يتفوقون في مسابقات مرموقة مثل جائزة جناح فن أبوظبي. يعكس نجاحهم جودة التعليم المعماري الذي نقدمه في كلية العمارة والفن والتصميم ومستوى التوجيه والإرشاد العالي الذي يقدمه أعضاء هيئتنا التدريسية. يتناول طلبتنا قضايا هادفة ويحولون تصاميمهم إلى حقيقة بأساليب تحدث فرقًا حقيقيًا. نحن ممتنون لفن أبوظبي لتقديم مثل هذه الفرصة المميزة والمؤثرة للمصممين الشباب في دولة الإمارات العربية المتحدة».
وصرحت ديالا نسيبة، مديرة فن أبوظبي: «تقدم جائزة «جناح فن أبوظبي» منصة فريدة لطلبة العمارة الناشئين في الإمارات، حيث تُتيح لهم فرصة لتجسيد تصاميمهم الإبداعية وعرض أعمالهم أمام جمهور يضم أكثر من 20 ألف زائر. إن مستوى الإبداع، والتفكير النقدي، والابتكار الذي شهدناه في مشاركات هذا العام يُعتبر مصدر إلهام استثنائياً، وتُعد الاقتراحات الفائزة تجسيداً لتميز التعليم في الجامعة الأمريكية في الشارقة. ونحن نتشوق للكشف عن الاقتراح الفائز في المعرض المرتقب في نوفمبر، حيث سيتألق الإبداع المعماري بشكل يلامس آفاق المستقبل».
المرتبة الأولى
تتميز كلية العمارة والفن والتصميم في الجامعة الأمريكية في الشارقة بريادتها في تعليم العمارة والتصميم في المنطقة، حيث صنفت الجامعة في المرتبة الأولى في الإمارات وضمن أفضل 200 جامعة عالمياً في مجال العمارة والبيئة المبنية، وفقًا لتصنيفات «كيو إس» العالمية للجامعات لعام 2024، كما أنها صنفت في المرتبة الثانية في الدولة ومن بين أفضل 200 جامعة عالمياً في مجالي الفن والتصميم وفقًا لنفس التصنيف.
وتلتزم الكلية بالإبداع والتفكير النقدي والخبرة العملية، وتستمر في تقديم حلول مبتكرة للتحديات المعمارية والبيئية المعقدة، وتعزيز الارتباط العميق بالسياق الثقافي للدولة.
ولا تنسى الضغط هنا ومتابعة قناتنا على تليجرام
0 تعليق