القاهرة: «اليوم الإخباري»
تجذب منطقة وادي مليحة على حدود مدينة الغردقة في مصر، عشاق الصحراء ورحلات السفاري في تلك الفترة من كل عام، على ما تضمه من طبيعة ساحرة، يمتزج فيها ما تشكله أمطار الشتاء من بحيرات عند سفوح جبال البحر الأحمر، مع رمال الصحراء الناعمة، ما يضفي على رحلات التخييم مذاقاً فريداً.
يُعد وادي مليحة واحداً من بين أشهر ثلاثة أودية في المنطقة المتاخمة للغردقة، التي تضم وادي أم درفة الذي يتميز بتضاريس طبيعيته الخلابة، وإطلالته الساحرة على أعلى قمة في البحر الأحمر، وهي قمة جبل الشايب، ومنطقة جبل الدخان التي تضم بعضاً من آثار الحقبة الرومانية في مصر، فضلاً عن عدد من عيون المياه الصافية.
وتبعد منطقة وادي أم درفة عن الغردقة، بنحو خمسين كيلومتراً، ما جعلها على طبيعتها الساحرة قبلة للعديد من الشركات السياحية التي تنظم رحلات السفاري، حيث تكثر بالمنطقة البحيرات التي تشكلها الأمطار خلال الشتاء، إلى جانب مئات من أشجار النخيل والدوم، التي تمتد على مساحة كبيرة حتى منطقة وادي مليحة، الذي يسكنه عدد قليل من أبناء قبائل البحر الأحمر، ويعملون على خدمة السياحة الوافدة، بتقديم أنواع الطعام والمشروبات التقليدية المنتشرة في تلك المناطق.
ولا تقتصر زيارة منطقة وادي مليحة على عشاق رياضة السفاري، لكنها تمتد إلى العديد من الباحثين في علوم الجيولوجيا والمستكشفين، لما تتميز به المنطقة من تنوع جيولوجي كبير، ما يضيف إلى الوادي قيمة علمية كبيرة، إلى جانب قيمته كمقصد سياحي ومكان للهدوء والاسترخاء.
تشبه منطقة وادي مليحة إلى حد كبير، في تنوعها الطبيعي وسحر الصحراء بها، محمية وادي الجمال التابعة لمدينة مرسى علم، وتتميز عنها بقربها لمدينة الغردقة، ما يجعل من زيارتها ليوم واحد مهمة سهلة، باستثناء ما تتطلبه رحلة إلى مرسى علم التي تبعد عن الغردقة بنحو 200 كيلومترٍ، إلى جانب ما يتكبده الزائر من مشاق أخرى أثناء رحلته إلى عمق الصحراء، لمشاهدة معبد سرابيس العظيم، وهو أحد المعابد الفرعونية التي تروي عبر نقوشها واحدة من أعظم القصص في التراث المصري القديم، وهي قصة إيزيس وأزوريس.