متابعات – «اليوم الإخباري»
أطلق الباحثون في جامعة نورث إيسترن، خطة استراتيجية مبتكرة تهدف إلى تحسين الوعي والرعاية للأشخاص الذين يعانون الذهان المبكر في ولاية ماساتشوستس الأمريكية.
وقال موقع medicalxpress، إن المشروع، الذي تقوده الأستاذة أليسا لينكولن، مديرة معهد العدالة الاجتماعية والصحية في الجامعة، يركز على الوقاية والتشخيص المبكر لأعراض الذهان من خلال تعزيز التعليم المجتمعي ورفع الوعي حول الأعراض والسبل الفعالة للتعامل معها.
ما هو مرض الذهان؟
الذهان هو حالة صحية نفسية تؤدي إلى انفصال عن الواقع، حيث يواجه المصابون به صعوبة في التمييز بين ما هو حقيقي وغير حقيقي. تتضمن أعراضه الهلوسة السمعية والبصرية، والأوهام، والتفكير المشوش، واضطراب الكلام، والتغيرات العاطفية مثل الانسحاب الاجتماعي. وعلى الرغم من شيوع الذهان في أمريكا، فإن الأشخاص المصابين به غالباً ما يواجهون الوصمة الاجتماعية والتهميش، ما يعيق حصولهم على العلاج المناسب في الوقت المناسب.
خطة استراتيجية للتدخل المبكر
في دراسة حديثة، تم تسليط الضوء على أهمية تدخل المجتمع في تحسين نتائج العلاج. وقد أسفرت الخطة الاستراتيجية التي تم تطويرها عن عدة توصيات مهمة، منها إقامة حملات توعية جماهيرية حول أعراض الذهان وإنشاء نظام فرز سريع لتقديم الرعاية الفورية للمصابين. كما تركز الخطة على تدريب أفراد المجتمع، مثل الشرطة، وموظفي المدارس، وعمال الطوارئ، على التعرف إلى العلامات المبكرة للذهان.
مواجهة التحديات في المجتمعات المهمشة
وتهدف الخطة إلى مواجهة التحديات التي يواجهها الأشخاص من الأقليات العرقية أو المجتمعات المهمشة، مثل الأشخاص من ذوي البشرة السوداء والسكان الأصليين، الذين يعانون فترات أطول من الذهان غير المعالج. وتقول لينكولن: «من المهم أن نفهم أن الأشخاص الذين يعانون التمييز والعنصرية تكون لديهم معدلات أعلى من الذهان، لكنهم لا يتلقون العلاج بشكل كافٍ أو في الوقت المناسب».
الذهان في مرحلة الشباب
أشار فريق البحث إلى ضرورة التركيز على التدخل المبكر في مرحلة الشباب، حيث يُظهر البحث أن الذهان غالباً ما يبدأ في سن البلوغ المبكر، ويُصاب به ما بين 15 إلى 100 شخص من كل 100,000 شخص سنوياً.
«كسر الصمت» يقدم صورة إنسانية للذهان المبكر
في إطار هذا المشروع، تم عرض فيلم وثائقي بعنوان «كسر الصمت»، الذي يروي قصص شباب يعانون الذهان المبكر. يهدف الفيلم إلى تقديم صورة إنسانية وتجريبية لهذه التجربة، ليعكس حقيقة أن العلاج والدعم يمكن أن يساعد الأشخاص الذين يعانون الذهان في العودة إلى حياة طبيعية وذات مغزى.
التعاون المستمر لتحسين الرعاية
وتسعى جامعة نورث إيسترن إلى الاستمرار في تطوير هذا المشروع والتعاون مع مختلف الجهات المعنية لتقديم حلول عملية وفعالة لتحسين حياة الأفراد المصابين بالذهان وتعزيز الدعم المجتمعي لهم.