عمّان: «اليوم الإخباري»
كشفت تحقيقات أولية تسبب نشوب حريق بـ«فعل نزيل» في مصرع 6 نزلاء وإصابة 60 ضمن دار الضيافة لرعاية المسنين التابعة لجمعية «الأسرة البيضاء الخاصة» في منطقة الجويدة جنوب شرقي العاصمة الأردنية عمّان فيما أعلن يوسف حسن العيسوي رئيس الديوان الملكي الهاشمي أنه سيتم البدء فوراً بإجراء صيانة وإعادة تأهيل المقر تنفبذاً للتوجيهات الملكية.
وبحسب بيان رسمي استجابت مديرية الأمن العام فجر الجمعة إلى بلاغ بشأن حريق في دار «ضيافة المسنين» خلال 8 دقائق فقط وعملت 32 سيارة إسعاف وإطفاء وفرق مختصة مرافقة من الدفاع المدني على إخماد الحريق والسيطرة عليه وتقديم الإسعافات الأولية وعزل المناطق المتضررة وإخلاء الوفيات والمصابين بالتنسيق مع مديرية الشرطة.
ودلت التحقيقات الأولية أن نظام إطفاء الحريق في المبنى فاعل وتم الكشف عليه مؤخراً وأن الحريق وقع بفعل أحد نزلاء الدار وأن جميع الوفيات كانت نتيجة استنشاق الأدخنة الكثيفة المتصاعدة فيما تواصل الأجهزة الامنية تحقيقاتها تمهيداً لرفعها للجهات القضائية المختصة.
وقالت وفاء بني مصطفى وزيرة التنمية الاجتماعية إن الدار تقع على مساحة 30 دونماً وتقدر مساحة المبنى الداخلي فيها بنحو 3000 متر مربع وتتكون من 3 طوابق بواقع 1500 متر لكل منها والحريق امتد على مساحة 80 متراً فقط في الطابق الأول.
وأشارت إلى أن الدار تضم 111 نزيلاّ تم إخلاء 60 مصاباً منهم لمستشفيات حكومية وإلحاق 44 بينهم 38 مسناً و6 مسنات بدار «سمير شما» للرعاية بعد الاطمئنان على صحتهم.
وأعلنت وزارة الصحة استقبالها 66 حالة فجر الجمعة 6 منها وصلت متوفاة و60 إصابة بحالات اختناق واستنشاق دخان كثيف بينها 11 حالة أدخلت إلى أقسام العناية الحثيثة في مستشفيات البشير والتوتنجي والزرقاء و49 حالة متوسطة وحسنة تخضع للعلاج.
وأكدت الوزارة أن جميع الحالات وصلت دون حروق جسدية.
وأوضحت إدارة مستشفى التوتنجي استقبال 23 حالة بينها 5 وفيات و5 إصابات بوضع خطر تخضع لجهاز التنفس الاصطناعي و13 حالة تخضع للمراقبة لمدة 48 ساعة.
وأكدت إدارة مستشفى البشير استقبال 43 حالة جراء اختناق «استنشاقي» بينها وفاة واحدة و6 بليغة وُضعت على أجهزة التنفس الاصطناعي و4 تعاني من أمراض طبية مزمنة سابقة ليست بسبب الحريق وما عدا ذلك حالات مستقرة.
ووجّه رئيس النيابات العامة القاضي يوسف ذيابات بتشكيل لجنة مؤلفة من 3 مدعين عامين للتحقيق في الواقعة فيما أكدت وفاء بني مصطفى أن مؤشرات التحقيقات الأولية تدل على ارتكاب الحريق بـ«فعل فاعل» وذكرت مصادر أن أحد النزلاء أشعل غطاء سرير في الطابق الأول بالنار ما تسبب باندلاع الحريق.
وبتوجيهات العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني اطمأن يوسف حسن العيسوي رئيس الديوان الملكي على الوضع الصحي للمصابين ونقل تمنيات الملك لهم بالشفاء العاجل واستمع من الفريق الطبي عن أوضاعهم كما زار دار الضيافة وتفقد مقر الحادثة وأكد البدء فوراً بإجراء صيانة شاملة لإعادة تأهيل المبنى تنفيذاً للتوجيهات الملكية.
وتعد دار الضيافة من أبرز المؤسسات الراعية للمسنين في عمّان تأسست عام 1979 وكانت تضم وفق إحصاءات أخيرة نحو 135 نزيلاً وتديرها هيفاء البشير المعروفة بعملها التطوعي والتي أطلقت جمعية الأسرة البيضاء بهدف تأمين رعاية لكبار السن وتوفير عمل لممرضات كما تقود منتدى الرواد الكبار الذي يقدم فعاليات ثقافية وفنية واجتماعية يحضرها مسؤولون وتستضيف شخصيات عربية في مجالات مختلفة.