متابعات – الخليج
شهدت مدينة مومباي إنجازاً طبياً وُصف بأنه «معجزة»، حيث خضعت امرأة تعاني من مرض «باركنسون» تبلغ من العمر 64 عاماً لجراحة ناجحة تسمى التحفيز العميق للدماغ (DBS) في مستشفى ووكهارت بميرا رود.
وقال موقع «هيلث سايت»: إن هذه الجراحة إنجاز غير مسبوق في العالم قدم للمريضة، التي عانت من مرض باركنسون لمدة تسع سنوات، فرصة جديدة للحياة بعد معاناة طويلة مع الأعراض المتقدمة للمرض.
ومرض باركنسون هو اضطراب تدريجي يصيب الجهاز العصبي ويؤثر على أجزاء الجسم التي تتحكم فيها الأعصاب، تبدأ الأعراض ببطء، وغالباً ما يكون أولها رُعاش طفيف في يد واحدة، إلى جانب الرُعاش، يتسبب المرض في تيبس العضلات وبطء الحركة، على الرغم من عدم وجود علاج نهائي لداء باركنسون، فإن الأدوية تساعد في تخفيف الأعراض بشكل كبير.
رحلة طويلة مع المعاناة
كانت المريضة تعيش منذ قرابة عقد مع مرض باركنسون، الذي أثّر بشكل كبير على حياتها اليومية، بدأت معاناتها بأعراض على الجانب الأيسر من جسدها، قبل أن تتفاقم لتشمل رعاشاً، بطئاً شديداً في الحركة، وتصلباً في العضلات. ومع مرور الوقت، عانت من اختلال في التوازن وتجمّد الحركة أثناء المشي، ما جعلها غير قادرة على القيام بمهامها اليومية.
في البداية، استجابت المريضة بشكل جيد للأدوية، لكن مع تقدم المرض تدهورت حالتها بشكل ملحوظ، ظهرت عليها تقلبات حركية شديدة لم تستطع الأدوية وحدها السيطرة عليها، ما دفع الأطباء للتفكير في خيارات علاجية أكثر تطوراً.
ما هو التحفيز العميق للدماغ؟
تُعد جراحة DBS خياراً علاجياً متقدماً لمرضى باركنسون واضطرابات الحركة الأخرى، أوضحت الدكتورة مانسي شاه، استشارية الأعصاب ومتخصصة في مرض باركنسون بمستشفى ووكهارت، أن هذا العلاج يناسب المرضى الذين يعانون من المرض لمدة تتراوح بين 4 إلى 5 سنوات على الأقل، مع وجود بعض الفوائد من الأدوية، ولكن مع تقلبات حركية كبيرة.
وأضافت: «الجراحة تتضمن إدخال سلكين رفيعين (أقطاب كهربائية) في مناطق معينة من الدماغ، يتم تحفيز هذه المناطق باستمرار باستخدام جهاز تنظيم ضربات القلب المزروع تحت عظمة الترقوة، مما يساعد على تحسين التحكم في الأعراض بشكل كبير على مدار 24 ساعة يومياً».
نتائج مذهلة بعد الجراحة
أُجريت الجراحة للمريضة في 28 أكتوبر تحت إشراف الدكتورة مانسي شاه والدكتور نارين نايك، جراح الأعصاب الوظيفي، وبعد خمسة أيام من التعافي، تم إخراجها من المستشفى، وأظهرت المريضة تحسناً كبيراً في السيطرة على أعراض المرض، مما سمح لها بتقليل جرعات الأدوية واستعادة جزء كبير من جودة حياتها.
رسالة أمل للمرضى
تُعد هذه الجراحة علامة فارقة في علاج مرض باركنسون، حيث تقدم أملاً جديداً للمرضى الذين يعيشون مع الأعراض المتقدمة للمرض، وأكدت الدكتورة شاه أن مثل هذه الإجراءات تُثبت أهمية التكنولوجيا الطبية الحديثة في تحسين حياة المرضى ومنحهم فرصة جديدة للحياة.