نعرض لكم زوارنا الكرام تفاصيل: «الحريفة 2 الريمونتادا».. حالة شبابية صادقة جداً اليوم السبت 21 ديسمبر 2024 10:02 مساءً وذلك على النحو التالي:
مارلين سلوم
استغلال نجاح أي عمل سينمائي حق مشروع لصنّاعه، لكن الاستعجال في قطف الثمار وإلحاقه بجزء ثانٍ في خلال أشهر فهو سيف ذو حدين، الحد الأول قد يضمن استقطاب الجمهور الذي أقبل على المشاهدة الأولى بأعداد كبيرة، ولابد أن يكون متشوقاً لرؤية أبطاله مجدداً ومتابعة الرحلة معهم خصوصاً إذا كان الأبطال شباباً ويتوجهون إلى الشباب ويخاطبونهم بلغتهم ويحلمون نفس أحلامهم ويعانون مشاكلهم.. أما الحد الثاني فقد يحمل تسرّعاً خصوصاً في الكتابة يُضعف الفيلم وينزل ولو درجة واحدة عن مستوى الأول، ولا بد للجمهور من المقارنة لأن ولادة الفيلمين في نفس السنة يجعلهما أشبه بالتوأم.. وهو ما تحقق فعلياً لفيلم «الحريفة»، العائد بنجاح إلى الصالات بعد نحو 11 شهراً بجزئه الثاني «الريمونتادا».
لم ينس الجمهور أحداث «الحريفة» الذي انطلق في الصالات في الرابع من يناير 2024 واستمر عرضه طويلاً محققاً أرباحاً «خيالية» وغير متوقعة كما يقولون، بل هناك من الشباب من ذهب لمشاهدته مراراً في الصالات، فذكّرنا بالضجة والنجاح المبهر الذي حققه فيلم «اسماعيلية رايح جاي» عام 1997، وكان من أبطاله خالد النبوي بجانب محمد هنيدي ومحمد فؤاد وحنان ترك.. وكان فيلماً عن الشباب استطاع أن يخاطب الجمهور الفتيّ الذي استجاب وحقق له نجاحاً لم يكن متوقعاً، ومن باب الصدفة أن يكون نور ابن خالد النبوي بطل «الحريفة» بجانب مجموعة من الشباب الذين شكلوا «حالة شبابية» لامست الشباب فتعلقوا بهؤلاء الأبطال لدرجة أنهم حفظوا بعض «الإيفيهات» والجمل والألفاظ وقلدوهم.. «الحريفة» يؤكد ما سبق أن أكده «اسماعيلية رايح جاي»، أن الشباب العربي متعطش باستمرار لمشاهدة أفلام أبطالها شباب وقضاياهم هي الموضوع الرئيسي ومشاكلهم حقيقية واقعية تشبه مشاكل وأفكار وأحلام الشباب في مصر وفي كل بلد عربي، بينما السينما نادراً ما تتعامل مع هذه الفئة (وهي الأغلبية في المجتمع والأغلبية في الصالات) باعتبارهم أبطالاً يستحقون أعمالاً جيدة خاصة بهم ولا يكونون طرفاً ثانوياً فيها. من هنا استطاع «الحريفة» أن يخلق حالة سينمائية، خصوصاً أن أبطاله نور النبوي وأحمد غزي ونور إيهاب وأحمد بحر المعروف بكزبرة وعبد الرحمن محمد وسليم هاني، يشبهون شباب اليوم، وحده نور النبوي سبق أن أسس لنفسه قاعدة جماهيرية ووصل سريعاً إلى النجومية بفضل بروز موهبته والكاريزما، بينما باقي «الحريفة» يشقون طريقهم في مجال التمثيل وفي الوصول إلى الصفوف الأولى.
مختلف الفئات العمرية
المفاجأة أن «الحريفة 2» والذي أطلقوا عليه اسم «الريمونتادا» وهي كلمة إسبانية تعني العودة غير المتوقعة وتستخدم كمصطلح في لعبة كرة القدم، لاقى نجاحاً كبيراً وإقبالاً من مختلف الفئات العمرية، شباباً وأطفالاً وعائلات، وسواء دخلت الصالات في النهار أم في الفترات المسائية تجد القاعة ممتلئة وتسمع الضحكات تجلجل في مواقف كوميدية كثيرة، الفيلم يستكمل أحداثه من حيث انتهى الجزء الأول، لكنه يمتد إلى 120 دقيقة، أي أطول من سابقه بعشرين دقيقة، صحيح أنك لا تشعر بالملل لكن المؤلف إياد صالح زاد من الجرعة الكروية على حساب الدراما، ما أفقد الفيلم شيئاً من قدرته على تحريك مشاعر الجمهور بقوة كما فعل الجزء الأول، والذي طغت فيه الدراما على مشاهد كرة القدم، لامستنا قصص الأبطال ماجد (نور النبوي) وششتاوي (أحمد غزي) وحته (أحمد بحر) وعمر (عبد الرحمن محمد وكريم سلهوب (سليم هاني) والنص (خالد الذهبي) الذي يعتبر حضوره في هذا الجزء عابراً غير مؤثر، ولانا (نور إيهاب)..
الاتجاه المعاكس
المؤلف مشى بأبطاله في الاتجاه المعاكس، ففي حين ارتكزت القصة بالأصل على انتقال ماجد من مستوى اجتماعي راقي ومدرسة خاصة بسبب الأزمة المادية التي تعرض لها والده واضطرار الأسرة للانتقال للعيش في منزل جدة ماجد، وإدخال ماجد وشقيقته ميار (ريم مصطفى) إلى مدرسة رسمية ما شكل صدمة للشاب خصوصاً أنه في الثانوية العامة وعليه أن يتأقلم مع طبقة اجتماعية مختلفة.. في الجزء الثاني يتمكن فريق الحريفة من توظيف جائزة المليون جنيه التي حصلوا عليها في شراء ملعب وخلق فرص للشباب والأطفال لتأجيره للعب كرة القدم، ويحصلون على منحة للدراسة في إحدى الجامعات الدولية، ما يعني الانتقال من الأحياء الشعبية والاحتكاك بأبناء الطبقة الأعلى، تضارب ثقافات يتطلب من أبناء الحي الشعبي الانخراط في مجتمع «ولاد الناس» كما يقولون، وماجد هو حلقة الوصل بين الطرفين لكن سريعاً ما تصله الفرصة الذهبية حيث يبلغه نزار بقبوله ليخضع لاختبار الانضمام إلى فريق سبورتنج براجا في البرتغال.
أماكن حقيقية
من أسباب نجاح الريمونتادا أن مخرجه كريم سعد اختار تصوير الفيلم في أماكن حقيقية، لم يبن مدينة بل نزل وفريق عمله إلى الشوارع وتنقلوا بين شبرا وإمبابة وجسر السويس وإحدى الجامعات الخاصة، كذلك سافروا لتصوير جزء لا بأس به في مدينة بورتو بالبرتغال، فرأينا نادى سبورتنج براجا، والملعب والتدريبات والمدربين.. وما ساعد في تحقيق رغبات المخرج هو سخاء الإنتاج (طارق الجنايني). صدق في اختيار أماكن التصوير لمسه الجمهور وانعكس إيجاباً وأثرى الفيلم، حتى التصوير داخل الجامعة أبرز الفوارق بين طبقتي المجتمع، ويحسب للمؤلف براعته في كتابة الكوميديا الظريفة والإيفيهات المحببة وعدم سقوطه في فخ التفاهة ولا الابتذال، كما يحسب للمخرج كريم سعد إتقانه في اختيار الأماكن والكادرات والتصوير في أولى تجاربه الإخراجية، وهو «مونتير» الجزء الأول الذي كان من إخراج رؤوف السيد.
اختبار حقيقي
تضارب الثقافات والانتقال من مستوى اجتماعي إلى آخر أحدث «هزة» في فريق الحريفة، وجدوا أنسهم أمام اختبار حقيقي لمدى قدرتهم على الانخراط في هذا المجتمع من جهة، واختبار لمدى قوة علاقتهم وترابطهم كفريق ارتقى بنفسه من «اللاشيء» ليصبح نجماً في ملاعب كرة القدم.. ضيوف الشرف في هذا الجزء كُثر، آسر ياسين كان له الظهور الأكبر من بينهم، فهو الدكتور منصور رئيس الجامعة، يليق به هذا الدور، أداء مميز يجمع بين الرقي والحزم والتعاون المانح للشباب فرصة إثبات الذات وتحقيق الأحلام، سواء من خلال منح حته فرصة إنشاء مشروعه التجاري داخل الجامعة فيبيع الكرواسون بسعر زهيد، أو من خلال منح فريق الحريفة فرصة ثانية لقبولهم في الجامعة بسبب ضعف مستواهم في اختبارات القبول، شرط فوزهم في المباراة الدولية للجامعات ممثلين للجامعات في مصر.. لن ندخل في تفاصيل الفيلم والأحداث كي لا نحرق متعة المشاهدة والمفاجأة على الجمهور، لكن الختام يوحي بشكل كبير أن هناك جزءاً ثالثاً سوف يتم الإعداد له، على أمل أن تتم مراعاة نقاط ضعف هذا الجزء وتجنبها لاحقاً، فلعبة كرة القدم سواء للشباب أم للبنات والتي تجسدها نور إيهاب، محببة والهدف منها مهم جداً وهو جذب الشباب للانشغال بالرياضة وملء الفراغ بلعب كرة القدم مثلاً، وهي من أهم مميزات فيلم «الحريفة» وتوجهات صناعه، كونه يخلو من المخدرات والشتائم والبلطجة والعنف.. فيلم يرتقي بالشباب ويحمل رسائل اجتماعية قيّمة، مثل أهمية دعم الشباب وتوفير ملاعب في المناطق الشعبية تستقطبهم وتمنحهم فرصة تفريغ طاقاتهم بالرياضة والحركة بدل الفساد والانحراف والألعاب الإلكترونية.. كما يحمل رسالة مباشرة عن أهمية التضامن والتعاون بين الأصدقاء والحفاظ على روح الفريق مهما عصفت بهم الرياح ومهما قدمت لهم الحياة من مغريات.. إنما في المقابل غابت عن هذا الجزء الأسرة بشكل كامل، فلا وجود للأب والأم وبالكاد تطل ميار شقيقة ماجد في ختام الفيلم، بينما وجود الأهل والعائلة مهم جداً كي تكتمل الرسائل الاجتماعية والصورة التي ستتشكل في أذهان الشباب من خلال الفيلم وأبطاله المحببين.. ولا بد من الإشارة إلى أن اتساع مساحة الرياضة جاءت على حساب إبراز قدرات الممثلين على التطور في الأداء ومنح شخصياتهم مساحة جيدة من التعبير عن المشاعر والتفكير والتصرف، صحيح أنهم حافظوا على تألقهم، لكنهم يستحقون مساحة أكبر ليزدادوا فيها ومعها تألقاً.
ضيوف الشرف
من ضيوف الشرف أحمد فهمي الذي تنافس مع الحريفة في ملعبهم مع فريقه المكون منه ومجموعة من أصدقائه الحقيقيين والذين يمارسون كرة القدم بشكل فعلي ومنذ سنوات.. أسماء جلال تمر سريعاً بشخصيتها الحقيقية، باعتبارها أسماء حبيبة عمر.. وذهب الفيلم بعيداً أيضاً في مجال كرة القدم من خلال منح اللعبة مساحة أكبر في الفيلم واستضافة اللاعب الإنجليزي الشهير المدرب العالمي مايكل أوين ليتولى بنفسه تدريب الحريفة، ومطرب الراب الشهير مروان موسى الذي يمر مروراً شرفياً.. ويختمها بمباريات الفرق الجامعية الدولية، ومشاركة شباب الحريفة ببرنامج ريادة الأعمال المشهور «شارك تانك» بالنسخة المصرية، حيث يقفون أمام اللجنة ويعرضون أفكارهم للحصول على تمويل لمشروعهم الجديد.
يذكر بأن هذا المقال: «الحريفة 2 الريمونتادا».. حالة شبابية صادقة جداً قمنا بنقله من مصدره الرسمي ( صحيفة الخليج ) وقد قام فريق اليوم الإخباري بمراجعته والتأكد منه وتعديل بعض الأخطاء إن وجدت او عدم التعديل إن لم يكن به أخطاء ويمكنك قراءة هذا الموضوع او متابعته من مصدره الأساسي. وفي الختام نتمنى أن نكون قد قدمنا لكم عبر موقع اليوم الإخباري تفاصيل كافية عن «الحريفة 2 الريمونتادا».. حالة شبابية صادقة جداً، وللمزيد يمكنكم تصفح موقعنا.
0 تعليق