واصل الدولار الأمريكي تعزيز مكاسبه في الأسواق العالمية، مدعوماً بتوقعات استمرار السياسات النقدية المتشددة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي على المدى الطويل، وخفض أسعار الفائدة الأمريكية بشكل محدود في ديسمبر القادم أو الإبقاء عليها دون تغيير.
وسجل مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الخضراء مقابل سلة من العملات الرئيسية، ارتفاعاً جديداً، مما أدى إلى ضغوط متزايدة على أسعار الذهب والنفط، وهما من أبرز السلع التي تتأثر بتحركات الدولار، وفق ما ذكرته صحفية "ذي إيكونومي نيوز" على موقعها.

ضغط قوي على الذهب

تراجعت أسعار الذهب إلى أدنى مستوياتها في ثلاثة أسابيع، حيث هبط سعر الأونصة إلى 2590.65 دولاراً، منخفضة بنسبة 0.08% خلال تعاملات اليوم. وأرجع المحللون هذا الانخفاض إلى ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية، التي تُعتبر بديلاً جذاباً للمستثمرين مقارنة بالذهب الذي لا يدر عائداً.
اقرأ أيضاً: هل يعزف المستثمرون عن شراء الذهب مع انخفاض أسعاره عالمياً؟
وقال المحلل الاقتصادي جون سميث: "مع استمرار صعود الدولار، من المرجح أن يظل الذهب تحت الضغط، خاصة مع توقعات رفع الفائدة الأمريكية في المستقبل القريب".

أسواق النفط تواجه رياحاً معاكسة

وفي أسواق الطاقة، انخفضت أسعار النفط بشكل ملحوظ، حيث سجل خام برنت 71.72 دولاراً للبرميل، فيما تراجع خام غرب تكساس الوسيط إلى 68.00 دولاراً للبرميل.
اقرأ أيضاً: ارتفاع التضخم خلال أكتوبر يرفع سعر الدولار الأمريكي
وتعزو هذه الانخفاضات جزئياً إلى ارتفاع الدولار، الذي يجعل النفط أكثر تكلفة للمشترين بعملات أخرى، إضافة إلى المخاوف المستمرة بشأن تباطؤ الطلب العالمي وسط إشارات اقتصادية ضعيفة من الصين وأوروبا.

التوقعات المستقبلية للدولار

يتوقع الخبراء أن يواصل الدولار مساره الصعودي في حال أظهرت البيانات الاقتصادية الأمريكية مزيداً من الزخم، مما قد يُبقي الضغط على الذهب والنفط في الفترة المقبلة. ومع ذلك، فإن أي تحسن في التوترات الجيوسياسية أو صدور إشارات أقل تشدداً من الاحتياطي الفيدرالي قد يغير المعادلة ويمنح السلع فرصة للانتعاش.
وتتجه كل الأنظار الآن نحو قرارات الفائدة القادمة وتأثيراتها على الدولار والسلع المرتبطة به.