وينوي نادال إنهاء مشواره الرائع في ملاعب الكرة الصفراء، بعد مشاركته في الأدوار النهائية لبطولة كأس ديفيز للتنس للفرق، التي تحتضنها مدينة مالغا الإسبانية، حيث تبدأ إسبانيا حملتها في البطولة ضد هولندا في وقت لاحق من اليوم الثلاثاء.

وشهدت الملاعب منافسة شرسة بين فيدرر ونادال في واحد من أعظم العصور في هذه الرياضة، حيث التقى الثنائي 40 مرة بين عامي 2004، و2019.

وكتب فيدرر في رسالته التي نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي اليوم الثلاثاء، والموجهة للنجم نادال: “بينما تستعد لإنهاء مسيرتك مع التنس. لدي بعض الأشياء لأشاركها قبل أن يتملكني التأثر البالغ”.

وأضاف: “لنبدأ بالأمر الواضح: لقد تغلبت علي كثيرا. أكثر مما تمكنت من التغلب عليك. لقد تحديتني بطرق لم يستطع أحد غيرك أن يفعلها. على الملاعب الرملية شعرت وكأنني أخطو إلى حديقتك الخلفية، وجعلتني أعمل بجدية أكبر مما كنت أتخيل. لقد حاولت فقط الحفاظ على مكانتي”.

وأوضح فيدرر في رسالته: “لقد جعلتني أعيد تصور لعبتي، حتى أنني ذهبت إلى حد تغيير حجم رأس المضرب، على أمل الحصول على أي ميزة”.

وتابع “وأنت تعلم ماذا، رافا. لقد جعلتني أستمتع باللعبة أكثر. حسنا، ربما لم يكن الأمر كذلك في البداية. بعد بطولة أستراليا المفتوحة عام 2004، تصدرت التصنيف العالمي لأول مرة. كنت اعتقد أنني كنت على قمة العالم”.

وأشار فيدرر “انتابني هذا الشعور حقا، حتى شهرين لاحقين، عندما تجولت أنت على الملعب في ميامي بقميصك الأحمر الذي لا يحتوي على أكمام، مستعرضا عضلات ذراعك. لقد هزمتني عن جدارة”.

وكشف النجم السويسري: “كنا في بداية رحلتنا وانتهى بنا الأمر معا. بعد 20 عاما، رافا، يجب أن أقول: يا لها من مسيرة مذهلة، بما في ذلك 14 لقبا في بطولة فرنسا المفتوحة. إنه أمر تاريخي! لقد جعلت إسبانيا فخورة. لقد جعلت عالم التنس بأكمله فخورا بك”.

وتحدث فيدرر عن طقوس نادال الشهيرة والوقت الذي أمضاه أطفاله الأربعة في أكاديميات التنس الخاصة باللاعب البالغ من العمر 38 عاما، مضيفا: “كنت دائما أشعر بالقلق من أن أطفالي سيعودون للمنزل وهم يلعبون التنس بأيديهم اليسرى”.

والتقى الثنائي في 9 مباريات نهائية ضمن سلسلة البطولات الأربع الكبرى “غراند سلام”، فاز نادال ب6 منها، لكن واحدة من أشهر لحظاتهما معا كانت في وداع فيدرر العاطفي في كأس لافر بالعاصمة البريطانية لندن قبل عامين، عندما تم تصوير الثنائي وهما يبكيان ويمسكان بأيدي بعضهما البعض.

وواصل فيدرر حديثه لنادال، قائلا: “لقد كان وجودك بجانبي يعني لي كل شيء، ليس كمنافس ولكن كشريك لي في منافسات الزوجي. مشاركة الملعب معك في تلك الليلة، ومشاركة تلك الدموع، ستظل للأبد واحدة من أكثر اللحظات الخاصة في مشواري الرياضي”.

واستطرد: “رافا، أعلم أنك تركز على المرحلة الأخيرة من مسيرتك الملحمية. سنتحدث عندما تنتهي. في الوقت الحالي، أريد فقط أن أهنئ عائلتك وفريقك، الذين لعبوا جميعا دورا كبيرا في نجاحك”.

وختم فيدرر رسالته قائلا: “أريدك أن تعلم أن صديقك القديم يشجعك دائما، وسوف يشجعك أيضا بكل ما ستقوم به بعد ذلك. رافا الأفضل دائما، مشجعك روجيه”.

وسئل نادال في مؤتمر صحفي يوم أمس الاثنين، عن إمكانية سفر فيدرر إلى مالغا، بعدما أعلن النجم الصربي نوفاك ديوكوفيتش حضوره منافسات كأس ديفيز.

ورد نادال “لم أتحدث إلى روجيه. أعتقد أن جدول أعماله مزدحم، وبالمناسبة، بالطبع سيكون هذا الأسبوع هو الأخير لي في مسيرتي الاحترافية، لكنني لا أعتقد أنه سيكون الوداع الأخير. لذا ستكون هناك فرص أخرى للقيام بشيء ما”.

المصدر: “instagram/rogerfederer”