– من الملاعب إلى المعالم .. كيف ستعزز الاستضافة اقتصاد وسياحة المملكة
– في المملكة يجتمع الشغف الرياضي والجذب السياحي
– الطريق إلى 2034 فرص ذهبية أمام القطاعات السياحة والاقتصادية
أوضح مختصون في القطاع الاقتصادي والسياحي أثر استضافة المملكة لكأس العالم والتي تعد واحدة من أكبر الفعاليات الرياضية والتي اعتبروها فرصة ذهبية ذات آثار إيجابية متنوعة على تطوير البنية التحتية في المملكة واستفادة القطاع الخاص بشكل مباشر من الإنفاق الحكومي وزيادة الوظائف في جميع المجالات ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة والتقليل من نسبة البطالة، وتعزيز قطاع السياحة والضيافة. وتعزيز قطاع النقل والمواصلات، وجذب استثمارات عالميه إلى داخل المملكة.
قال المستشار الاقتصادي د. حسين العطاس إن استضافة المملكة لكأس العالم والتي تعد واحدة من أكبر الفعاليات الرياضية ليست مجرد حدث رياضي، بل هي فرصة اقتصادية استراتيجية تعزز من مكانة المملكة إقليميًا ودوليًا، وتدعم جهود التحول الوطني بما يتماشى مع رؤية 2030 ، مبيناً أن ذلك الإعلان سيعزز من الناتج المحلي الإجمالي للمملكة قد تسهم البطولة في زيادة الناتج المحلي الإجمالي بمليارات الريالات خلال عام الاستضافة، ومن المتوقع أن تتولد عائدات اقتصادية مباشرة وغير مباشرة من استضافة البطولة، تشمل زيادة الإنفاق السياحي، النمو في قطاع الخدمات، وزيادة الطلب على السلع والبنية التحتية ، كما سيرافق ذلك تطوير في البنية التحتية لضمان استضافة البطولة بنجاح، سيتطلب ذلك استثمارات ضخمة في تطوير البنية التحتية الرياضية وغير الرياضية، بما في ذلك بناء وتجديد الملاعب، تحسين شبكات النقل، وزيادة الطاقة الاستيعابية للفنادق. هذه المشاريع تخلق فرص عمل جديدة وتعزز النشاط الاقتصادي في القطاعات المرتبطة.
وبين العطاس أن استضافة كأس العالم تعزز من مكانة المملكة كوجهة سياحية عالمية ، حيث سيزور المملكة ملايين المشجعين من مختلف أنحاء العالم، ما يرفع نسب إشغال الفنادق ويزيد الطلب على المطاعم والأنشطة السياحية، ويحفز القطاع الثقافي والترفيهي ، وتنظيم حدث بحجم كأس العالم يعكس قدرة المملكة على تنفيذ مشاريع ضخمة، مما يعزز الثقة الدولية ويشجع الشركات العالمية على الاستثمار في الاقتصاد السعودي ، كما تتطلب الاستضافة آلاف الوظائف المؤقتة والدائمة، سواء في الإنشاءات، السياحة، أو الخدمات الأخرى كما توفر البطولة فرصة لتنمية المهارات المحلية في قطاعات مختلفة ، وتابع أنه من الناحية الاجتماعية والرياضية، سيحفز الحدث الشباب السعودي على الانخراط أكثر في الرياضة، ويساهم في رفع مستوى الرياضة المحلية والبنية التحتية الرياضية.
وأوضح الاقتصادي د. إياس آل بارود أن رؤية ٢٠٣٠ شملت جميع الجوانب الاقتصادية والصناعية واهتمت بدراسة الإصلاحات التي من الممكن تقديمها لتطوير الصناعات في المملكة وعلى رأسها صناعة الرياضة والاستثمار فيها لما لها من الأثر الاقتصادي الكبير في التنمية الاقتصادية وزيادة الإنفاق الداخلي والخارجي في الاقتصاد السعودي ، كما ان رؤية المملكة 2030 تضمنت تعزيز مكانة المملكة في النشاط الرياضي العالمي لتحقيق عدد من الأهداف الاستراتيجية والاقتصادية من خلال ارتفاع عدد السواح، خلق الوظائف، رفع مستوى النشاط الرياضي، زيادة المساهمة في الناتج المحلي وذلك بزياده حجم الإنفاق الاستثماري على البنى التحتية التي تعتبر من متطلبات الاستضافة، وهذا سيعزز النمو وينعكس إيجاباً على القطاع الخاص المستفيد الأول من الإنفاق الحكومي، إضافة إلى جذب الاستثمارات من القطاع الخاص التي ستوجه إلى القطاعات المستفيدة من الاستضافة، ومنها القطاع السياحي بشكل عام وقطاع الضيافة بشكل خاص، والقطاع التجاري عموماً والتجزئة على وجه الخصوص إضافة إلى ذلك، سيكون هناك انعكاس مباشر على خلق الوظائف، بما يسهم في توظيف السعوديين والمساهمة في خفض معدل البطالة. جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية من الفوائد المتوقعة، وهذا جزء مهم من مستهدفات رؤية 2030 التي تركز على تحفيز الاستثمارات وتعزيز دورها في النمو والاقتصاد الكلي.ومن المتوقع أن تسهم استضافة كأس العالم في جذب ملايين السياح من مختلف أنحاء العالم، ما سيؤدي إلى زيادة كبيرة في الإنفاق السياحي وتعزيز القطاع السياحي في المملكة. وفقًا لملف ترشح السعودية، سيتم تطوير 230 ألف غرفة فندقية موزعة على المدن المستضيفة للحدث، وهي الرياض، جدة، الخبر، أبها، ونيوم. هذا الاستثمار في البنية التحتية سيعزز من قدرة المملكة على استقبال الزوار .
من ناحية أخرى أعد المختص في قطاع الضيافة والسياحة علي السبيعي استضافة كأس العالم فرصة فريدة لتعزيز المكانة على الساحة الدولية، وتنشيط القطاعات الاقتصادية المختلفة، وخاصة السياحة ، مبيناً أن من أهم الاثار المتوقعة على القطاع السياحي هو زيادة عدد الزوار الدوليين ، و الترويج للمملكة كوجهة سياحية عالمية وهي كذلك والتي تجمع بين التراث الثقافي، المعالم التاريخية، والمشاريع الحديثة مثل نيوم والقدية ، والتغطية الإعلامية العالمية للبطولة ستبرز الأماكن السياحية والفرص الترفيهية التي توفرها المملكة ، كذلك تحفيز تطوير البنية التحتية السياحية ، وستساهم استضافة كأس العالم في زيادة عائدات السياحة بشكل كبير، ما يتماشى مع رؤية المملكة 2030 التي تسعى لتنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط ، مشيراً إلى أن النماذج السابقة أثبتت ذلك ففي روسيا 2018 شهدت زيادة بنسبة 20% في السياحة بعد البطولة ، وفي قطر 2022 تمكنت من تعزيز مكانتها كوجهة سياحية فاخرة من خلال تسليط الضوء على ثقافتها ومشاريعها الحديثة ، مؤكداً أن استضافة المملكة العربية السعودية لكأس العالم 2034 تمثل فرصة تاريخية لتعزيز مكانتها السياحية على الساحة العالمية ، من خلال التخطيط الجيد والتنفيذ المتقن، يمكن للمملكة تحقيق فوائد اقتصادية طويلة الأمد وتعزيز مكانتها كوجهة سياحية وثقافية متميزة.