نجح الملف الذي تقدمت به المملكة لاستضافة نسخة عام 2034 من بطولة كأس العالم لكرة القدم في إبهار الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
الملف الذي تقدمت به المملكة حصل على أعلى تقييم بتاريخ الاتحاد الدولي لكرة القدم 419.8 من 500 في إنجاز يعكس نقلة النوعية للمملكة وفق رؤى ومستهدفات واضحة وشاملة حملتها رؤية السعودية 2030.
فيفا أوضح في تقريره أن ملف المملكة تضمن مجموعة من الملاعب التي وصفها بالرائعة بجانب البنية التحتية الحديثة لاستضافة المباريات بجانب المشاريع الفريدة من نوعها التي ستُعيّر الطريقة التي يتم التعامل بها مع تصميمات وهياكل الملاعب المستقبلية.
الاتحاد الدولي أبدى كذلك إعجابه بمبادرات الاستدامة التي تضمنها الملف بدءاً من الطاقة المتجددة إلى إعادة استخدام مواد البناء بجانب مواقع الملاعب التي وصفها بالفريدة مثل ملعب الأمير محمد بن سلمان في مشروع القدية، وملعب نيوم الواقع ضمن مشروع ذا لاين وملعب المربع الجديد وملعب روشن.
ولفت التقرير ذاته النظر إلى أن جميع الملاعب التي شملها الملف تُلبي متطلبات القدرة الاستيعابية الإجمالية، وعلى رأسها ملعب الملك سلمان الدولي، الذي سيكون مسرحاً لافتتاح وختام كأس العالم 2024 والذي يتسع إلى نحو 93 ألف متفرج، علماً بأن الحد الأدنى المطلوب من فيفا لملعب الافتتاح والختام هو 80 ألف متفرج.
ولكن لم يكن الفوز بالاستضافة التاريخية لكأس العالم 2034 ليتحقق دون دعم القيادة الرشيدة للملف.
وأعلن الاتحاد السعودي لكرة القدم رسميًا يوم 4 أكتوبر 2023 نية المملكة الترشح لاستضافة الحدث الذي سيشهد لأول مرة منافسة 48 منتخبًا بأرض دولة واحدة.
وكان إعلان النيّة كافيًا ليشعر العالم بأن نسخة 2034 ستكون استثنائية؛ إذ حظيّ الأمر بعد أقل من 72 ساعة على تأييد أكثر من 70 اتحادًا من مُختلف القارات عبر بيانات رسمية أعلنت من خلالها عن دعم المملكة لاستضافة البطولة.
وبعد 5 أيام من إعلان نية الترشح أعلن اتحاد الكرة إرسال طلب ترشح المملكة العربية السعودية الرسمي لاستضافة بطولة كأس العالم 2034 إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”.
أعقب ذلك إعلان الاتحاد الأسترالي لكرة القدم في 30 أكتوبر 2023 انسحابه من سباق الترشح لاستضافة بطولة كأس العالم 2034 ليصبح الملف السعودي دون أي منافس.
وأطلق اتحاد الكرة في مارس الماضي الهوية الرسمية الخاصة بملف ترشح استضافة كأس العالم 2034 والتي تحمل شعار “معاً ننمو”.
وشمل ملف المملكة ثلاث ركائز رئيسية، هي: “معا لتنمية القدرات البشرية”، “معا لتنمية كرة القدم”، “معا لتنمية جسور التواصل”.
ويُعد شعار “معاً ننمو” تسليطًا للضوء على الروابط التي تجمع السعودية وشعبها بمجتمع كرة القدم الدولي برحلة استثنائية تسعى لبناء مستقبل أفضل للرياضة الأكثر شعبية عالميًا.
وجاء تصميم الهوية البصرية للملف ليعكس جوهر التراث الثقافي الغني للمملكة ومجتمعها الشاب والحيوي، فيما يتألف شعار الملف من عدة أشرطة ملونة ومزيّنة بالعديد من الرموز المتعلّقة برياضة كرة القدم.
وصُممت هذه الأشرطة على شكل الرقم “34”، في إشارة إلى العام الذي ستسضيف به المملكة لكأس العالم.
وسلمت المملكة الملف بصورة رسمية للاتحاد الدولي خلال حفل استضافته العاصمة الفرنسية باريس في يوليو الماضي شهد كذلك تسلم فيفا ملف ترشّح إسبانيا، والبرتغال، والمغرب لتنظيم كأس العالم عام 2030.
وجاء تسليم الملف عبر وفد رسمي برئاسة وزير الرياضة الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، ورئيس اتحاد الكرة ياسر المسحل، ورئيس الوحدة الخاصة بملف الترشح لدى الاتحاد السعودي حماد البلوي، إضافة إلى طفلين من مراكز التدريب الإقليمية لاتحاد الكرة.
وشهدت المملكة في شهر أكتوبر الماضي زيارة لوفد من الاتحاد الدولي لكرة القدم للاطلاع على تفاصيل ملف الاستضافة؛ حيث زار عددًا من المنشآت، منها مدينة الملك عبد الله الرياضية في جدة.
ومن المقرر أن تُقام منافسات كأس العالم 2034، بحسب الملف الذي تقدمت به المملكة، بـ 15 ملعباً موزّعة بين خمس مدن وهي: الرياض، التي تضم وحدها 8 ملاعب، وجدة، والخبر، وأبها، ونيوم.
واستعرض اتحاد الكرة في نوفمبر الماضي ملف المملكة لمونديال 2034 خلال مؤتمر رؤساء وأمناء عموم الاتحادات الوطنية والإقليمية الأعضاء في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم 2024، الذي استضافته العاصمة الكورية الجنوبية سيئول وذلك على هامش حفل جوائز الاتحاد الآسيوي لعام 2023.