واشنطن (ا ف ب) – خبير كمبيوتر سرق بيتكوين بقيمة مليارات الدولارات بالأسعار الحالية – ثم أمضى سنوات في غسل بعض العملات المشفرة المخترقة بمساعدة زوجته – حُكم عليه يوم الخميس بالسجن لمدة خمس سنوات.

إيليا ليختنشتاين هو العقل المدبر لواحدة من أكبر السرقات على الإطلاق من أ تبادل العملات الافتراضية قبل أن ينفذ هو وزوجته، هيذر ريانون مورغان، مخططًا متقنًا لتصفية الأموال المسروقة، وفقًا للمدعين الفيدراليين.

وقالت قاضية المقاطعة الأمريكية كولين كولار كوتيلي لليختنشتاين إن سرقته كانت “مخططة بدقة” وليست عملاً متهورًا.

وقالت: “من المهم إرسال رسالة مفادها أنه لا يمكن ارتكاب هذه الجرائم دون عقاب، وأن هناك عواقب لها”.

ليختنشتاين، الذي حصل على الفضل في السنتين والتسعة أشهر التي قضاها في السجن منذ ذلك الحين اعتقاله في فبراير 2022وأعرب عن ندمه على «إضاعة مواهبي في الجريمة بدلًا من المساهمة الإيجابية في المجتمع». وقال إنه يأمل أن يتمكن من تطبيق خبرته في مكافحة الجرائم الإلكترونية عندما يخرج من السجن.

وأضاف: “أريد أن أتحمل المسؤولية الكاملة عن أفعالي وأقوم بالتعويض بأي طريقة ممكنة”.

ومن المقرر أن يحكم القاضي على مورغان يوم الاثنين. وناشد ليختنشتاين القاضي أن ينقذ زوجته من السجن، وألقى باللوم على نفسه في تورطها.

في أغسطس 2016، اخترق ليختنشتاين بورصة العملات الافتراضية، Bitfinex ومقرها هونغ كونغ، وسرق ما يقرب من 120 ألف بيتكوين. وكانت قيمتها تبلغ حوالي 71 مليون دولار في وقت الاختراق، وستقدر قيمتها بأكثر من 7.6 مليار دولار بأسعار السوق الحالية، وفقًا للمدعين العامين.

وبعد عدة أشهر، بدأت ليختنشتاين في نقل عملة البيتكوين المسروقة في سلسلة من المعاملات المعقدة المصممة لإخفاء مسارها عبر سلسلة من الحسابات والمنصات. وطلب مساعدة زوجته في تنظيف الأموال المسروقة.

ليختنشتاين، رجل أعمال ومستثمر في العملات المشفرة، مواطن أمريكي ولد في روسيا ونشأ في إحدى ضواحي شيكاغو. مورجان، صاحب عمل وكاتب، تبنى الأنا المتغيرة “ رازليخان ” لأداء أغاني الراب وتسجيل مقاطع فيديو لموسيقاها.

كان ليختنشتاين ومورجان يعيشان في مدينة نيويورك عندما تم القبض عليهما في فبراير 2022. وكانا يعيشان في سان فرانسيسكو في وقت الاختراق تقريبًا.

وأوصى الادعاء بعقوبة السجن لمدة خمس سنوات على ليختنشتاين، الذي اعترف بالذنب في أغسطس 2023 في تهمة واحدة تتعلق بالتآمر لغسل الأموال. وأوصوا بالسجن لمدة 18 شهرا لمورغان، الذي اعترف بالذنب في نفس التهمة.

“لم يكن الاختراق ولا مخطط غسيل الأموال قرارًا متهورًا. “أمضى المدعى عليه (ليختنشتاين) أشهرًا في محاولة الوصول إلى البنية التحتية لـ Bitfinex والحصول على عمليات الوصول والأذونات التي يحتاجها من أجل تنسيق عملية الاختراق الخاصة به”. كتب المدعون.

أخبر ليختنشتاين زوجته عن الاختراق بعد أكثر من ثلاث سنوات، لكنه طلب مساعدتها في البداية في غسل العائدات “دون أن يوضح بالضبط ما كان يفعله”، وفقًا للمدعين العامين.

مورغان “كانت بالتأكيد مشاركة راغبة وتتحمل المسؤولية الكاملة عن أفعالها، لكنها كانت مشاركة على مستوى أدنى”. كتب المدعون.

خلال الرحلات العائلية إلى كازاخستان وأوكرانيا، التقى ليختنشتاين بالسعاة الذين سلموه الأموال التي قام بتهريبها إلى الولايات المتحدة.

وكتب ممثلو الادعاء: “على مدى نصف عقد من الزمن، شارك المدعى عليه في ما وصفه عملاء مصلحة الضرائب الأمريكية بأنه أكثر تقنيات غسيل الأموال تعقيدًا التي رأوها حتى الآن”.

بيتكوين هي أكبر وأقدم عملة مشفرة، وهي أموال رقمية لا تدعمها عادةً أي حكومة أو مؤسسة مصرفية. يتم تسجيل المعاملات باستخدام تقنية تسمى blockchain.

نجح الزوجان في غسل حوالي 21 بالمائة من الأموال المسروقة من منصة Bitfinex. وتبلغ قيمة الأموال المغسولة ما لا يقل عن 14 مليون دولار بأسعار 2016. وكانت قيمتها ستتجاوز مليار دولار وقت اعتقالهم عام 2022.

وصادرت السلطات الأموال المتبقية، والتي تقدر قيمتها مجتمعة بأكثر من 6 مليارات دولار بالأسعار الحالية.

وكتب ممثلو الادعاء: “لقد أصبح أحد أعظم غاسلي الأموال الذين واجهتهم الحكومة في مجال العملات المشفرة”.

وقال أحد محامي Bitfinex إن الاختراق “دمر” مواردها المالية وسمعتها لدى عملائها، حيث كانت الأموال المسروقة تمثل حوالي 36٪ من أصول الشركة وقت السرقة.

وكتب المحامي باري بيرك في هذا الصدد: “كان على Bitfinex اتخاذ إجراءات غير مسبوقة وفورية لضمان أن أي خسائر ناجمة عن الاختراق ستتحملها في النهاية Bitfinex ومساهميها وحدهم، وليس عملائها”. رسالة إلى القاضي.

وقال أحد المدعين إن ليختنشتاين بدأ على الفور التعاون مع السلطات الفيدرالية بعد اعتقاله، ومساعدتها في التحقيقات الأخرى المتعلقة بالجرائم الإلكترونية.

وتم استرداد أكثر من 96% من الأموال المسروقة، بمساعدة ليختنشتاين، وفقًا لمحامي الدفاع سامسون إنزر. وقال المحامي إن “الجزء الأكبر” من الأموال المسروقة لم يتم إنفاقه قط.

قال إنزر: “هذا ليس شخصًا شريرًا”. “هذا شخص جيد ارتكب بعض الأخطاء السيئة للغاية.”

___