خلال فترة قيادته لشركة جوجل من عام 2001 إلى عام 2011، أشار شميت إلى أن الكثير من تعلمه جاء من اللحظات غير الرسمية في المكتب مثل المحادثات بجانب مبرد المياه وحضور الاجتماعات والتواصل مع الزملاء في الممرات. وقال: "عندما كنت مديرًا تنفيذيًا شابًا، لم أكن أعرف شيئًا عن ما كنت أفعله"، معترفًا بأن وجوده في بيئة العمل المكتبية ساعده في فهم الأمور بشكل أفضل وتواصل مع الأشخاص المناسبين. 

وأوصى شميت المهنيين الشباب، وخاصة في العشرينات من عمرهم، بالعمل من المكتب، مشيرًا إلى أن هذه هي الطريقة الأمثل للحصول على الترقية والتقدم في مسيرتهم المهنية. تصريحات شميت تتماشى مع دراسات حديثة تشير إلى ارتباط العمل من المكتب بتحقيق الترقيات بشكل أكبر من العمل عن بعد.

نقلاً عن صحيفة "وول ستريت جورنال"، أفاد تقرير بأن الموظفين الذين يعملون عن بُعد بشكل كامل أقل احتمالاً بنسبة 31% للترقية مقارنة مع أولئك الذين يعملون من المكتب أو في أدوار هجينة. ورغم اعتراف شميت بأن العمل عن بُعد قد أدى إلى زيادة الإنتاجية في بعض الحالات، إلا أنه يعتقد أن التواجد الفعلي في المكتب يعد أكثر فائدة للنمو المهني.

تأتي تصريحات شميت في وقت تشدد فيه العديد من الشركات الكبرى على العودة إلى العمل من المكتب، حيث أصدرت شركات مثل أمازون وجيه بي مورجان سياسات جديدة تعزز الحضور المكتبي وربطت هذه السياسات بمراجعات الأداء. 

شميت لم يكن الوحيد في مجال التكنولوجيا الذي أبدى هذا الرأي، فقد طالبت شركة "ميتا" موظفيها بالحضور إلى المكتب ثلاثة أيام على الأقل في الأسبوع، حيث أشار الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرج إلى أن المهندسين الذين يعملون من المكتب أكثر إنتاجية من أولئك الذين يعملون من المنزل. 

كما عبر سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، عن قلقه من تأثير العمل عن بُعد بشكل كامل، واصفًا إياه بأنه أحد أكبر "أخطاء" صناعة التكنولوجيا.

من الجدير بالذكر أن جوجل تتبع منذ عام 2022 نموذج عمل هجين يتطلب من موظفيها العمل في المكتب ثلاثة أيام في الأسبوع، وقد تم ربط الحضور بمراجعات الأداء. ومع ذلك، لا تتبع جوجل نهج أمازون في فرض خمسة أيام من العمل المكتبي.