أبوظبي: سلام أبوشهاب
أكد الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير دولة للتجارة الخارجية، أن اقتصاد الإمارات تطور 24 ضعفاً خلال خمسين عاماً، ونما بشكل سريع حيث ارتفع من 20 مليار دولار عام 1975، إلى أكثر من 456 ملياراً في 2023، مشيراً إلى أن الإمارات تطور البنية التحتية والمناطق الاقتصادية الحرة، ومن ثم الذهاب لاقتصاد المعرفة.
قال الدكتور ثاني الزيودي في جلسة «ريادة المستقبل.. بصمة إماراتية» التي أدارتها الدكتورة ابتسام الكتبي رئيسة مركز الإمارات للسياسات، بملتقى أبوظبي الاستراتيجي، الذي اختتمت فعالياته أمس، إن انخراط الإمارات في المنصات الدولية مثل بريكس أو مجموعة العشرين جزء من استراتيجيتها نحو التنويع الاقتصادي، وعدم الاعتماد على سلعة واحدة والشركاء التقليدين، وأن الإمارات مستمرة في الانخراط بجميع المبادرات ومشاريع الممرات الدولية، ووجودها في بريكس اقتصادي بحت وليس جيوسياسياً. وأضاف، أن الإمارات تركز على قطاع الخدمات وليس فقط قطاع السلع، وهذا جزء أساسي في اتفاقيات الإمارات الاقتصادية الشاملة، وهي تحتل المرتبة ال12 عالمياً في هذا القطاع، كما سعت إلى توظيف التكنولوجيا، لضمان التحرك المرن للبضائع والسلع والاستفادة من الوقت وتطوير ممارسات وبنية تحتية أفضل، من خلال التعاون مع المنتدى الاقتصادي ومبادرة تكنولوجيا التجارة وتأمين سلاسل الإمداد.
وقال إن برنامج الشراكات الاقتصادية الشاملة، انطلق في وقت كانت هناك تغيرات جيوسياسية ومشاكل في سلاسل الإمداد، فأرادت الإمارات اتباع استراتيجية التنويع، ولفت إلى أن المحور الجديد في النشاط العالمي الاقتصادي يتجه نحو آسيا، والكتل الاقتصادية تشهد تحولات.
الاتفاقيات:
لفت الزيودي، إلى الانتباه لثلاثة عوامل في اتفاقيات التجارة هي: الأوضاع الجيوسياسية وتأثيراتها في العولمة، العقول وهجرة المؤهلين، ملف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى وجود مشكلة البيروقراطية في التبادلات التجارية وهناك قيود على السلع، ولذلك سعت الإمارات إلى توظيف التكنولوجيا، لضمان التحرك المرن للبضائع والسلع والاستفادة من الوقت وتطوير ممارسات وبنية تحتية أفضل من خلال التعاون مع المنتدى الاقتصادي، ومبادرة تكنولوجيا التجارة وتأمين سلاسل الإمداد.
وقال إن نمو الاقتصادات الناشئة، سيفوق حجم اقتصادات مجموعة السبع، وهذه الدول الصاعدة بها فرص استثمارية وتحول من أصحاب الدخل المنخفض إلى أصحاب الدخل المتوسط، وسيكون لهذه الاقتصادات الصاعدة والناشئة دور أكبر مستقبلي على الساحة الدولية.
وأوضح الوزير أن الاتفاق الإبراهيمي ساعد على إيصال وتسريع المساعدات الإنسانية في ظل حرب غزة ولبنان، كما أكد أن الإمارات ثالث دولة في العالم في جاهزية التكيف التكنولوجي، مشيراً إلى أن نقل البيانات عبر الحدود أحد تحديات التجارة، وتلعب التكنولوجيا دوراً أساسياً في تسهيل هذا الأمر.
النفوذ العالمي:
في جلسة صراع روسيا من أجل النفوذ العالمي، أوضح المتحدثون أن روسيا لا تزال تدير حرباً واسعة النطاق في أوكرانيا وتحقق فيها بعض التقدم الميداني، إلا أنها تظل تواجه تحديات عدة، وتعزز علاقتها بقوى آسيوية مهمة مثل الصين والهند، فضلاً عن دول الخليج، وتعمل على توسيع حضورها الأمني والاقتصادي في القارة الإفريقية.
وأشاروا إلى أن روسيا تدرك أن أمريكا تحاول إغراقها في الوحل الأوكراني لأطول فترة ممكنة، لمواصلة استنزافها عسكرياً واقتصادياً، وتعزيز قيادتها للعالم الغربي، ومع أن عودة الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض قد تمثل فرصة لبوتين، لتحقيق تقدُّم في إدارته للحرب الأوكرانية، لكن من غير الواضح ما إذا كانت هناك إمكانية للتوصل إلى وقف مُستدام للقتال.
أوروبا:
أوضح المتحدثون في جلسة «المآزق السياسية والاستراتيجية في أوروبا»، أن أوروبا تقوم اليوم بخطوات كبيرة في تعزيز استقلالها الاستراتيجي الدفاعي والتجاري والطاقة وتقليص اعتمادها على جهات خارج أوروبا، وهناك الكثير من المخاوف بسبب ما يمكن أن يقوم به ترامب تجاه روسيا، وتحتاج أوروبا إلى أن تعيد صياغة عقيدتها الدفاعية والأمنية بشكل جذري وتصفية المشاكل الخارجية، بغض النظر عن هوية الشخص الموجود في البيت الأبيض.
وفي جلسة «أمواج النزاع.. الصراع على الهيمنة البحرية»، أكد المتحدثون أن المنطقة تتعرض لتحدي العسكرة البحرية والاستقطاب بين أمريكا والصين، في مجال المنافسة على الموارد والأصول والاستثمارات البحرية.
وناقش المتحدثون، التهديد الذي تمثله جماعة الحوثي لحركة الملاحة الدولية بالبحر الأحمر ومضيق باب المندب، حيث أثبت التصعيد في البحر الأحمر أن النجاح في مواجهة تهديد الأمن البحري لا يقتصر على الأدوات العسكرية، بل يتعين توظيف أدوات أخرى مثل الدبلوماسية لحل النزاعات، والتوصل إلى ترتيبات أمنية إقليمية لمواجهة الميليشيات والمجموعات ما دون الدولة.
وأشاروا إلى أنه رغم التحالف متعدد الجنسيات تحت اسم «حارس الازدهار» لردع التهديد الحوثي، إلا أن العمليتين الأمريكية والأوروبية لم تنجحا في وقف هذا التهديد.
المعضلة والفرص:
تركز النقاش في جلسة «إيران.. المعضلة والفرصة» على مسألة التحولات في مستوى السياسة الخارجية الإيرانية تجاه دول الجوار، حيث كان هناك تطور لافت في السياسة الإيرانية تجاه المنطقة، لاسيما الخليج العربي، نحو خفض التصعيد، الذي كللَ العقود الماضية، وبداية فتح حوار صريح وواضح يقوم على ربط المشتركات الثقافية بالمصالح على أرضية الحفاظ على الاستقرار الأمني في المنطقة على نحو تبادلي، لكن هذا التعاون، مازال يشكو من ثغراتٍ أساسها الوجود الميليشي الموالي لإيران في عدد من دول المنطقة، والذي ظهرت نتائجه بقوة في الصراع الحالي ما بعد السابع من أكتوبر.
وفي جلسة «النزاعات المجمّدة والمنسيّة: سوريا وليبيا واليمن والسودان»، أوضح الدكتور عبد الله حمدوك، رئيس وزراء السودان السابق، أن الأزمة السودانية أكبر أزمة موجودة بالعالم، حيث نتج عنها تعرض أكثر من 25 مليون شخص للمجاعة و10 ملايين نازح، وهي مستعصية ومركبة وتشهد تزايداً في خطاب الكراهية والقتل على الهوية، وكأن السودان يتحول شيئاً فشيئاً إلى رواندا جديدة.
وأضاف أن التوصيف الصحيح للأزمة السودانية هو بداية الحل لمشكلة السودان، والحرب ليست حرباً بين جنرالين، وهي أزمة تنمية اقتصادية وسياسية واجتماعية فاشلة على مدى عقود.
غزة ولبنان
أكد المتحدثون في جلسة «حرب غزة والشرق الأوسط.. الصراع على النظام الإقليمي»، التي ناقشت انعكاسات حرب غزة على النظام الإقليمي، على أن الكلفة البشرية والدمار الهائل في البنية التحتية، سيمثل أحد التداعيات المهمة على مجتمعات المنطقة، وفي الوقت الذي أدت فيه الحرب لتعطيل جهود التطبيع في المنطقة، فإن الأخطر أنها عززت ديناميكيات الصراع بين إيران وإسرائيل.
وأشاروا إلى أنه لبناء نظام إقليمي أكثر استقراراً وازدهاراً، يتعين التوصل لتسوية للقضية الفلسطينية قائم على حل الدولتين، وتعزيز احترام السيادة والحدود للدول الوطنية في المنطقة، وكلا الأمريين يواجهان عقبات حقيقية.
وأوضحوا أنه في حرب غزة يوجد حتى الآن 45 ألف قتيل وأكثر من 100 ألف جريح، وفي لبنان أكثر من 3 آلاف قتيل وأكثر من عشرة آلاف جريح، فضلاً عن الدمار شبه الكامل في البنية التحتية لقطاع غزة، وفي لبنان هناك نحو 36 بلدة في الجنوب مُسحت بالكامل، فضلاً عن الدمار في الضاحية الجنوبية لبيروت ومدن سهل البقاع.
ولا تنسى الضغط هنا ومتابعة قناتنا على تليجرام
0 تعليق