آزال الجاوي

ما يزال الوقت مبكرًا للحكم على اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل ، لكن إذا صمد هذا الاتفاق ستتوجه الضغوط نحو اليمن. في الوقت الراهن، يبدو أن التلويح بالجزرة هو الخيار الوحيد بعد فشل التهديد بالعصا ،ومع ذلك، إذا فشلت الجزرة كما فشلت العصا، فقد نكون أمام طريق مسدود، مما قد يزيد من تعقيد الوضع القائم ويطيل أمده نحو الترسيخ والاستدامة .

ما تم طرحه في البيان المشترك بين الصين والسعودية وإيران قبل أيام من الإشارة إلى وجوب الدفع بالعملية السياسية في اليمن كان على مايبدو في إطار التلويح بالجزرة، وليس كما تم تسويقه على أنه استباق لوصول ترامب إلى البيت الأبيض بل من المحتمل أن يكون ذلك التسويق جزءًا من التلويح بالعصا لتحفيز الأطراف المعنية للتسريع كجزء من ترتيبات أشمل على مستوى المنطقة ،وتشمل عملية التسريع تلك عدة ملفات من ضمنها الملف اللبناني الإسرائيلي، وكذلك التهدئة الفعلية غير المعلنة بين إيران وإسرائيل بعد تصعيد غير مسبوق شهدته المنطقة.

السؤال الذي يطرح نفسه الآن: “اليمن إلى أين؟”، وهو لا يرتبط فقط بتعقيدات الملف اليمني، بل هو أيضًا امتداد للسؤال نفسه المتعلق بغزة “إلى أين؟” ، ربما تجد صنعاء نفسها مضطرة للاختيار بين إدارة ظهرها للجزرة أو لغزة، وهذا يضعنا في مفترق طرق استراتيجي حاسم .