لا تزال قصة تضحية أم في جنوب مصر بحياتها، لتنقذ طفلتيها من الغرق حديث الرأي العام ورواد منصات التواصل، إذ قاومت الأم ضعفها وتمكنت من إلقاء طفلتيها من النافذة إلى الخارج قبل أن تنزلق حافلة الركاب التي كانت تستقلها «ميكروباص» في مياه ترعة الإبراهيمية بمحافظة أسيوط.
تغلبت مشاعر الأمومة على رغبتها في الحياة، إذ كانت ترى أن حياتها لا تساوي شيئاً من دون ابنتيها، لتضرب مثالاً في التضحية، بعد أن كتب الله النجاة للطفلتين وسقطت الأم في قاع المياه، لتتحول منصات التواصل إلى سرادق عزاء كبير لوفاة الأم، وكذلك وفاة شخصين آخرين و 3 مفقودين.
تفاصيل الحادث
كانت السيدة عائدة برفقة الطفلتين إلى منزلهم بعد شراء احتياجاتهم اليومية، وعندما بدأت السيارة تسقط في الترعة، سارعت بإنقاذ الطفلتين عبر إخراجهما من نافذة السيارة قبل أن تُحاصر داخلها، ويتجمع الأهالي لمحاولة انتشال الركاب.
أسفر الحادث عن وفاة شخصين، وإصابة اثنين آخرين، تم نقلهما إلى المستشفى لتلقي الرعاية الطبية، وجرى انتشال الجثامين وإيداعها بالمشرحة تحت تصرف النيابة العامة.
قوات الإنقاذ النهري
تلقى مدير أمن أسيوط بلاغاً من مركز شرطة عن سقوط ميكروباص محمل بالركاب في الترعة الإبراهيمية بموقف سيارات ديروط. انتقلت قوات الإنقاذ النهري والإسعاف إلى موقع الحادث، حيث تبين انزلاق الحافلة في الترعة.
باشرت قوات الإنقاذ النهري البحث عن ركاب السيارة، وتمكنت من انتشال السيارة، وتواصل البحث عن المفقودين.
أمر مدير الأمن بتوجيه كافة الأجهزة المعنية إلى موقع الحادث، إذ تم إنقاذ 6 أشخاص وانتشال جثة واحدة، ورفع السيارة من المياه بواسطة ونش الوحدة المحلية.
دفعت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن أسيوط، بخمسة مراكب مطاطية جديدة وزادت عدد الغواصين، لتكثيف عمليات البحث عن ثلاثة مفقودين، ضحايا حادث انزلاق سيارة الميكروباص في موقف ديروط وسقوطها في مياه الترعة الإبراهيمية.
كان رجال الإنقاذ بمديرية أمن أسيوط، والذين يتجاوز عددهم 25 غواصاً بعد الاستعانة بزملائهم من محافظتي المنيا وسوهاج، يعملون دون كلل في محاولة العثور على المفقودين أو انتشال الجثث.
وقررت نيابة ديروط بمحافظة أسيوط حبس سائق الميكروباص أربعة أيام على ذمة التحقيقات، وأمرت بعرضه على المستشفى النفسي والعصبي والإدمان، لإجراء تحليل المخدرات.
شهود عيان
أكد شهود عيان أن السيارة انزلقت وسقطت من الخلف في الترعة أثناء محاولتها الخروج من الموقف. وعلى الفور، تم الدفع بسيارات الإسعاف وانتداب فرق الإنقاذ النهري.
يقول عمرو، سائق بموقف سيارات ديروط، والذي التقط الطفلتين من الأم قبل غرقها: «كنت واقفاً في الموقف مساء الأحد ولم يكن هناك الكثير من الناس، وفوجئنا بانزلاق السيارة وداخلها ركاب»، بحسب موقع مصراوي.
وأضاف: «تحركت بسرعة مع آخرين نحو السيارة في محاولة الإمساك بها قبل الغرق، لكن لم نستطع؛ إحدى الركاب، نادت عليّ لإنقاذ بنتيها وألقت بهما خارج السيارة وبالفعل تمكنت من الإمساك بهما».
وأوضح: «حاولت الإمساك بالأم بعد إلقاء حبل داخل المياه، لكن شدة التيار المائي وعامل الرؤية المنعدم بسبب ظلام الليل حالا دون إنقاذها».
وقال شاهد عيان آخر إن السيدة المتوفية داخل الميكروباص المنكوب بديروط تدعى شريهان، حاصلة على بكالوريوس تربية، وتقيم بقرية ديروط الشريف، ولديها طفلتان، 7 سنوات، و 12 سنة.