وتعتبر بايدو من الشركات البارزة في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث بدأت في توجيه استثمارات ضخمة خلال العامين الماضيين لتعزيز قدراتها في تطوير نماذج اللغة الكبيرة (LLM). تسعى الشركة إلى تقديم بديل منافس لنموذج GPT من OpenAI، الذي يعد من أشهر التقنيات في مجال الذكاء الاصطناعي.

وفي مؤتمر "بايدو وورلد" السنوي، قدم الرئيس التنفيذي للشركة روبن لي تقنية "I-RAG"، وهي تقنية جديدة لتحويل النصوص إلى صور، تعتمد على إمكانيات البحث المتقدم التي تتمتع بها "بايدو". تتمثل أبرز ميزات هذه التقنية في معالجة مشكلة "الهلوسة" التي قد تؤدي إلى إنشاء صور لا تتوافق مع النصوص المدخلة أو تحتوي على مكونات غير مناسبة. تعمل تقنية "I-RAG" على تحسين دقة الصور المُولدة من خلال دمج معلومات يتم الحصول عليها من مصادر خارجية.

كما كشفت "بايدو" عن أداة جديدة تُدعى "مياودا Miaoda"، وهي أداة مبتكرة تستفيد من تقنيات نموذج اللغة الكبير الخاص بـ"بايدو" لتوليد الأكواد البرمجية، مما يسهل على المستخدمين تطوير تطبيقات خاصة بهم من دون الحاجة إلى مهارات برمجية معقدة.

وأشار روبن لي إلى أن روبوت الذكاء الاصطناعي "إرني Ernie" يعالج حاليًا نحو 1.5 مليار طلب واستفسار يوميًا، مع زيادة ملحوظة بلغت 200 مليون طلب يوميًا مقارنة بشهر مايو الماضي. تشمل هذه التفاعلات العديد من المهام مثل إنشاء النصوص والإجابة عن الأسئلة، بالإضافة إلى المساعدة في تطبيقات متعددة تعتمد على الذكاء الاصطناعي.

تركز شركة "بايدو" على تطوير وتسويق تقنياتها الجديدة عبر ما يُعرف بـ "وكلاء الذكاء الاصطناعي"، وهي تطبيقات مخصصة تهدف إلى تلبية احتياجات متنوعة للمستخدمين. كما أدمجت الشركة هذه التقنيات في منتجاتها الحالية وقدمتها لعملائها عبر خدماتها السحابية.

وفي سياق آخر، أعلنت الشركة عن إطلاق نظارات ذكية مزودة بمساعد ذكاء اصطناعي. تحتوي هذه النظارات على كاميرات لالتقاط الصور والفيديوهات، كما تدعم التفاعلات الصوتية مع روبوت "إرني"، مما يعزز تجربة المستخدم ويتيح له التفاعل بشكل أكثر فاعلية مع تقنيات الذكاء الاصطناعي.

على الرغم من هذه الإنجازات التقنية، فإن أسهم "بايدو" قد تراجعت بنسبة 26% منذ بداية العام الحالي، وسط تزايد المخاوف بشأن تراجع عائدات الإعلانات، وهو الأمر الذي يثير قلق المستثمرين الذين يعتمدون على الإيرادات الناتجة عن محرك البحث الخاص بالشركة، الذي يشبه محرك بحث جوجل في الغرب.