نعرض لكم زوارنا الكرام آخر المستجدات من خلال المقال التالي: بعد سقوط الأسد.. عبد المسيح يقيم مسيرة شموع وفاء لوالده اليوم الخميس 12 ديسمبر 2024 11:15 صباحاً
أقيمت مسيرة شموع بدعوة من النائب اديب عبد المسيح، “بعد سقوط نظام الاسد في سوريا ووفاء لذكرى الكاتب والصحافي جورج اديب عبد المسيح الذي اختطف من منزله في كفرحزير – الكورة عام 1978 وقتل بوحشية على يد هذا النظام وعملائه”.
انطلقت المسيرة من امام كنيسة القديس ثاودوروس في كفرحزير تلتها وقفة صلاة وتأمل امام ضريح والد النائب عبد المسيح ، شارك فيها الوزير السابق الدكتور ميشال نجار، قائد منطقة البقاع الاقليمية في قوى الامن الداخلي العميد نديم عبد المسيح، مساعد الامين العام لحزب الكتائب ماك جبور، رئيس اقليم الكورة الكتائبي سلمى غصن، كاهن رعية شكا نقولا الشامي، كاهن رعية كفرحزير توفيق فاضل، رئيس بلدية كفرحزير فوزي معلوف، الدكتور مخائيل مسعود وعائلة عبد المسيح. وقد حمل المشاركون الشموع والورود والاعلام اللبنانية، ثم اقام الابوان الشامي وفاضل الصلاة على روح الراحل، بعدها وضع النائب عبد المسيح وشقيقه العميد عبد المسيح اكليلا على ضريح والدهما، كما وضع نجار وغصن وجبور واحفاد الراحل و الحضور الزهور على الضريح.
بعد النشيد الوطني، قال عبد المسيح:”الرحمة لجميع الشهداء، وأتمنى ان نحترم جميعا الشهداء من دون استثناء في هذه المرحلة الصعبة من تاريخنا. والدي الشهيد جورج عبد المسيح هو بيننا اليوم قلبا وقالبا، وقررت أن البس معطفه لنؤكد ان والدي جورج موجود معنا بالقلب والقالب، وخصوصا ان اولاده واحفاده ومحبيه هم معنا في هذه المناسبة الوطنية المهيبة. عادة تكون المقابر مكانا للحزن والحسرة والذكريات والصلاة، ولكن اليوم بالذات مدفن والدي ووالدتي واجدادي تحوّل إلى مزار أمل وفرح ونصر”.
و اضاف:” الأمل يعني عندما يرحل الانسان تبقى قضيته وسيرته حية ويبقى من يكمل مسيرته ويحقق اهدافه، خصوصا اذا كانت هذه الاهداف وطنية وتهدف الى حماية الوطن وبقائه سيدا حرا مستقلا”، ولفت الى ان الفرح يعبر عن تعاليم كنيستنا وديننا وايماننا الذين زرعوا فينا الايمان، وعلمونا فرح الانتقال والقيامة والنور، اما النصر فهو مقسم الى جزئين : الاول النصر السماوي الذي انتصر على الشيطان، وعدالة ربنا هي من تحاسب الاشرار وتنصر الاخيار والمستضعفين والشهداء، و الثاني فهو نصر الأرض التي هي عدالة ربنا الارضية التي انتصرت وارجعت الحق لاصحابه، وحاسبت الطغاة والمجرمين و القتلة ، لينتصر المظلومون والمعذبون، ولو بعد حين”.
و تابع:”في 20 آب من العام 1978 وعند الساعة العاشرة ليلا قرع باب منزلنا عدد من المسلحين غير ملثمين باستثناء احدهم وقالوا نريد جرجس ابن اديب عبد المسيح ، فذهب والدي معهم بشجاعة وبثياب النوم غير سامحين له بارتداء ملابسه، واقتادوه الى مسؤول حزبي لتوجيه بعض الاسئلة له حسبما زعموا، ومنذ تلك الليلة اختفى والدي جرجس كالنعجة بين الذئاب، ولكن الاهم من كل ذلك انه كان يدرك نوياهم ويعلم انهم مجرمون وقتلة، فذهب معهم طوعا لكي يحميني ويحمي اخواتي ووالدتي منهم”.
وقال:”في اليوم الثاني، طلب المقدم السوري فؤاد زهر الدين جدي اديب واختي آنّا الى التحقيق وكان عمرها 11سنة، وفي تلك الفترة كان عمر اختي سناء 9 أعوام واخي نديم 7 أعوام اما انا فكان عمري سنتين. وقد زارت والدتي وراجعت معظم المرجعيات السياسية والحزبية والروحية حتى يتم الافراج عن زوجها المخطوف ولكن كل المحاولات باءت بالفشل، رغم ان العديد من الاصدقاء والاقرباء والاوفياء وقفوا الى جانبها في تلك الازمة، ومن بينهم الكاتب مخائيل مسعود الموجود بيننا اليوم، وفي كل مرة تراجع فيها والدتي المسؤولين الامنيين في قوات الردع السورية الاحتلالية كانت تتلاقى في تلك المراكز الامنية في منطقتنا باشخاص من بلدتنا والبلدات المجاورة حزبيين موالين للنظام ومعروفين بالاسماء، وهم من اشهر عملاء واذرع النظام الاسدي. وبعد مقابلة والدتي العقيد السوري تامر في مركز الهيكلية واستمعت الى اجوبته، ايقنت حجم المؤامرة والتمثيلية التي فبركها هؤلاء المجرمون، وعثروا بعد ذلك على جثة والدي مرمية بالقرب من معمل كهرباء البحصاص، معذب بالحروق في انحاء جسده، مقطع الاطراف ومصاب بطلقات عدة في رقبته، يشبه ذلك ضحايا السجن الاحمر في صيدنايا بسوريا”.
اضاف:”دفن والدي بسرعة وترأس جنازته الاب يوحنا منصور ورئيس دير سيدة البلمند وصديقه مع شماسين و كاهن بلدة كوسبا فقط، خوفا من السفاحين والقتلى والمجرمين، فعلا انها مأساة صعبة ونشهد مثيلها اليوم على شاشات التلفزة في مسلخ صيدنايا في سوريا”.
وقال:” كتبت والدتي بعد يوم من دفن والدي الشهيد لعنة الله على كل من وشى وسعى وحرض وخطط ودبر ونفذ في خطفك وقتلك يا اشرف انسان يا جورج عبد المسيح، اتكالنا على الله وايماننا به كبير جدا لتحقيق ما نطلبه. إن كانت مشيئة الله أن يتعذب جورج كما تعذب ابن الله السيد المسيح فله الشكر بملء إرادتنا، أما الظالمون الحقودون فالله سيجازيهم باعمالهم البربرية وينتقم منهم عاجلا ام آجلا، وكما قال اليهود عن المسيح دمه علينا وعلى اولادنا، وليكن دمك يا جورج عليهم وعلى اولادهم”.
واضاف:” لا تستهينوا بطلبات ام لاربع اولاد وارملة شهيد ابدا. اليوم ومن كم يوم هذه الطلبات تحققت وتمت وستلاحق كل هؤلاء الى الابد، من ست سنوات بذكرى اربعين سنة على اغتيال والدي جورج قلت اني سامحت وكملت ودفنت بشكل لائق والدي، اما اليوم وبعد 46 عاما على استشهاده، تداعينا جميعا لنعطيه حقه، حق جورج احد ضحايا النظام السوري المجرم وعملائه والمرتزقة. نريد ان نقول للشهيد جورج ان دواعش النظام في لبنان انتهوا، ونريد ان نخبرك ايها الشهيد المحرر ان عهد الطغيان ونظام الشر ومحور الاجرام الذي اغتالك بدم بارد قد انتهى الى غير رجعة. ايها الشهيد البطل اليوم انت وكل الشهداء والمظلومين قد اخذوا حقهم من دون انتقام مباشر ومن دون ان يحمل اي منا السلاح كما علمتنا ونشأنا على ايديك مع والدتي. اليوم هو يوم النصر الارضي وانت تنعم بالنصر السماوي، واليوم هو يوم العدالة الارضية، اليوم هو فرح الشهيد، اليوم هو تحرير الشهيد، اليوم هو يوم الحق الذي حررك، اليوم طوينا صفحة الظلم والقتل”.
و تابع:”يا والدي الشهيد، اقف امام ضريحك لازف لك خبرا ان نظام الاحتلال سقط من دون رجعة، والدي، انا اديب الطفل الذي تركته بعامه الثاني، تركته نائما وذهبت معهم لتحمينا انا واخوتي ووالدتي، اليوم يا والدي البطل، الطفل الذي تركته بعمر السنتين اصبح اليوم ممثلا للشعب اللبناني، وهو نائب سيادي حر مستقل كما كنت انت دائما، وقد انتخبنا الشعب ايمانا بالقضية التي انت حملتها وعلمتنا اياها بكتبك ومقالتك واستشهدت من اجلها ومن اجل فكرك الوطني، ونعدك باننا حملنا المشعل وسنسير على خطاك وسنناضل من اجل ما كنت تحمله من مزايا طيبة وبعد وطني. القضية يا شهيد لبنان هي قضية ارض، قضية 10452 كلم 2 وهذه المساحة هي فقط لجميع اللبنانيين، ولن نسمح لاحد ان يشاركنا باي متر من ارضنا”.
واعلن ان ” القضية اليوم نتابعها من بعدك يا شهيد الحرية، فهي قضية وطن حر سيادي مستقل، وقد دفعت بحياتك فداء للوطن كما فعل العديد من الشهداء الذين قتلوا وتم الغدر فيهم على يد المجرمين نفسهم الذين هم اعداء بلدنا. ومن ابرز هؤلاء الشهداء مفتي الجمهورية حسن خالد والرؤساء بشير الجميل، رينيه معوض ورفيق الحريري، اضافة الى بيار جميل وغسان تويني ووسام الحسن، وبالمناسبة تحية كبيرة لنجله مازن الموجود بيننا ويشاركنا في هذه المناسبة الوطنية. الجميع يعلم ان قوافل الشهداء الكبار سقطوا على يد نظام الاجرام الاسدي وعملائه، ولابد ان نذكر ايضا جريمة تفجير مرفأ بيروت حيث سقط فيها مئات الشهداء والجرحى ونعدكم باننا سنتابع هذه القضية حتى النهاية”.
وختم:”ارقدوا بسلام يا والدي الشهيد ووالدتي الجبارة والصبورة والمؤمنة، واختي البطلة واجدادي الاقوياء، ارقدوا في تراب الارز الشامخ والزيتون الصامد لتتعانق ارواحكم بالسماء لتلاقوا الرب ، والى ان نلتقي سويا نطلب منكم الصلاة للبنان، واعدكم ان احافظ على الامانة وانقلها ليبقى ذكراكم الى الابد وليحيا لبنان سيدا حرا مستقلا”.
بعد ذلك تلا اديب قسم والده الذي كتبه في العام 1978 جاء فيه:” قسما بكم، قسما بتربة موطني، قسما بارز صامد لا ينحني، قسما بقدرة شعبنا التي لا تنتهي انت حبيبنا… خالد يا وطني”.
وفي الختام يتمنى فريق اليوم الإخباري أن يكون قد قدم لكم تفاصيل كافية عن بعد سقوط الأسد.. عبد المسيح يقيم مسيرة شموع وفاء لوالده - اليوم الإخباري المنقول من مصدره صوت بيروت.
0 تعليق