ورغم ارتفاع معدل التغطية في إفريقيا جنوب الصحراء ليصل إلى 87%، إلا أن نحو 27% من سكان المنطقة لا يستفيدون من هذه التغطية بعد. ويرجع ذلك جزئيًا إلى ارتفاع تكلفة الهواتف الذكية القادرة على الاتصال بالإنترنت، والتي تبلغ في المتوسط 99% من دخل السكان الأكثر فقراً في هذه المنطقة، ما يجعل الحصول على هذه الهواتف تحديًا.

التقرير اقترح أن توفر أجهزة منخفضة التكلفة بقيمة 20 دولارًا يمكن أن يتيح الاتصال بالإنترنت لملياري شخص غير متصلين حاليًا، مما يسهم في تقليص فجوة الوصول الرقمي. وبالرغم من تحسن أسعار باقات الإنترنت، إلا أن التكلفة ما زالت تمثل عائقًا أمام الشرائح الفقيرة، حيث يصل متوسط تكلفة باقة 1 جيجابايت في إفريقيا جنوب الصحراء إلى 15% من دخل الأفراد، وتصل النسبة إلى 34% بين الفئات الأكثر فقرًا.

وأكدت الجمعية أن الاتصال بالإنترنت عبر الهاتف المحمول يلعب دورًا حيويًا في دفع النمو الاقتصادي، لا سيما في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط، حيث يعتمد الأفراد بشكل كبير على الهواتف المحمولة للوصول إلى الإنترنت. وتشير الدراسات إلى أن زيادة بنسبة 10% في انتشار النطاق العريض للهواتف المحمولة يمكن أن ترفع الناتج المحلي للدول بنسبة تتراوح بين 1% و2.5%.

من جهتها، تعتبر الأمم المتحدة الإنترنت خدمة أساسية على غرار الكهرباء والمياه، وتشدد على أهمية الوصول الرقمي الشامل كجزء من استراتيجيات التنمية، وخاصة في إفريقيا التي تسعى لتأمين الوصول إلى الإنترنت للجميع في إطار تحولها الرقمي.