وحسب مصادر مطلعة، من المتوقع أن يشمل هذا التحول تدقيقًا شاملاً من الجهات التنظيمية حول كيفية تقييم OpenAI لمحفظتها من الملكية الفكرية، بما في ذلك تطبيق ChatGPT، الذي حقق شهرة واسعة وأدى إلى تعزيز القيمة السوقية للشركة. كما كشفت التقارير عن تواصل المدعي العام في ولاية ديلاوير مع OpenAI لمراجعة خطط التحول، مما يشير إلى أن العملية قد تشمل مزيدًا من المراجعات القانونية لضمان الامتثال لجميع الأنظمة.

تأسست OpenAI في عام 2015 كمنظمة غير ربحية تهدف إلى تطوير الذكاء الاصطناعي الذي يخدم البشرية بشكل آمن ومفيد. ولكن مع تصاعد التكاليف وتطور المجال، اتخذت الشركة خطوة نحو تأسيس شركة تابعة ذات أرباح محدودة في عام 2019، وهي خطوة تهدف إلى تمويل مشاريعها البحثية المتقدمة. لكن هذا التحول إلى هيكل ربحي أكثر تقليدية قد يثير بعض الأسئلة حول مدى التزام الشركة بمهمتها الأصلية.

ورغم رفض OpenAI التعليق رسميًا على هذه المناقشات، أكدت الشركة أن الهيكل غير الربحي سيستمر في الوجود ضمن أي إعادة هيكلة مستقبلية، مشيرة إلى أن أي تغيير في هيكلها المؤسسي سيضمن الحفاظ على قيمتها وتوجيهها نحو تحقيق أهدافها المتمثلة في خدمة المجتمع وتحقيق الفائدة العامة.

من جانبه، أكد كبير مسؤولي الاستراتيجية في OpenAI، جيسون كوون، للموظفين في اجتماع أواخر سبتمبر أن هذه الخطوة تهدف إلى السماح للشركة بالحفاظ على مهمتها الاجتماعية، بينما تعمل في الوقت نفسه كشركة ربحية. وأوضح أن الهيكل الجديد سيتضمن بقاء الذراع غير الربحية مع امتلاكها حصة كبيرة من الكيان الربحي، مما يضمن التوازن بين الربحية والمصلحة العامة.

ووفقًا للخبراء القانونيين، فإن عملية التحول هذه ستكون معقدة، خاصة مع ملكية OpenAI الفريدة من نوعها للأصول الفكرية القيمة. وتعتبر ولاية كاليفورنيا من أكبر المعنيين بالتحول، حيث تتطلب القوانين المحلية توزيع أي قيمة تخص الأصول غير الربحية نحو قضايا خيرية. ولهذا، قد يستغرق المراجعة القانونية هذه العملية شهورًا قبل أن يتم الموافقة عليها.

وعلى الرغم من هذه التحديات التنظيمية، فإن عملية التحول إلى هيكل ربحي قد تكون ضرورية بالنسبة لشركة OpenAI التي تواجه ضغوطًا مالية متزايدة. وتؤكد تقارير الصحف أن التمويل الذي حصلت عليه OpenAI قد يتحول إلى ديون إذا لم يتم تنفيذ إعادة الهيكلة في غضون عامين، مما يضيف عامل ضغط آخر على الشركة.

هذه الخطوة قد تُحدث تغييرات كبيرة في كيفية إدارة OpenAI لمشروعاتها المستقبلية، خاصة في ظل طموحها المستمر في دفع حدود الذكاء الاصطناعي إلى آفاق جديدة، لكنها أيضًا ستتطلب إشرافًا دقيقًا لضمان عدم التأثير على أهدافها الخيرية والاجتماعية التي تأسست من أجلها.