وينص القانون الجديد على إلزام شركة بايت دانس، المالكة لتطبيق تيك توك، ببيع أعمال التطبيق في الولايات المتحدة إلى مالك جديد غير صيني في غضون عام، وإلا سيواجه التطبيق حظرًا كاملًا في الولايات المتحدة. لكن مع اقتراب بداية ولاية ترامب الثانية، تتزايد التكهنات حول إمكانية إلغاء هذا القانون، ما يعني إبقاء تيك توك تحت سيطرة بايت دانس الصينية.

ورغم هذه التوقعات، لا تزال المخاوف تسيطر على الأوساط السياسية الأمريكية بشأن نفوذ الصين المحتمل عبر تيك توك، لا سيما لدى القيادات الجمهورية. إذ أن العديد من المشرعين يرون أن التطبيق قد يفتح الباب أمام الحكومة الصينية لجمع بيانات المستخدمين والتلاعب بالمحتوى، وهو ما تنفيه بايت دانس بشكل متكرر.

وكانت بايت دانس قد قدمت في 2022 اقتراحًا للحكومة الأمريكية، عُرف باسم "مشروع تكساس"، والذي كان يقترح منح الولايات المتحدة سيطرة كبيرة على بنية التطبيق في مقابل السماح له بمواصلة العمل في أمريكا. رغم أن هذا الاقتراح تم رفضه في عهد إدارة بايدن، إلا أن بايت دانس أكدت أنه ما زال مطروحًا على الطاولة، ومن الممكن أن تجد الإدارة الجديدة في عهد ترامب فرصة لتسويته.

وتشير التقارير إلى أن اختيارات ترامب لبعض المناصب الأمنية في إدارته الثانية تشمل شخصيات بارزة مناهضة للصين، مثل السيناتور ماركو روبيو الذي تم ترشيحه لمنصب وزير الخارجية، وحاكمة ولاية داكوتا الجنوبية كريستي نوم لمنصب وزيرة الأمن الداخلي، وهما من أكبر داعمي حظر تيك توك في الولايات المتحدة.

تجدر الإشارة إلى أن ترامب كان قد أصدر أمرًا تنفيذيًا في عام 2020 أعلن فيه أن تيك توك يشكل "حالة طوارئ وطنية"، محذرًا من خطره على الأمن القومي الأمريكي، وأشار إلى أن التطبيق قد يسهل عملية التجسس والابتزاز عبر جمع معلومات شخصية للمستخدمين. وعلى الرغم من محاولات إدارة ترامب السابقة لتسهيل بيع التطبيق، إلا أن هذه المحاولات لم تنجح.

ومؤخرًا، بدأ ترامب في تبني مواقف أكثر مرونة تجاه تيك توك، لا سيما خلال الأشهر الأخيرة من حملته الانتخابية، حيث أصبح من أكبر المدافعين عن التطبيق في الأوساط المحافظة. وأشار ترامب إلى أن حظر التطبيق سيخدم فقط منافسه الأكبر، فيسبوك، والذي وصفه بأنه "عدو حقيقي للشعب".

وفي تطور لافت، انضم ترامب إلى تيك توك خلال حملته الانتخابية، وجمع أكثر من 14 مليون متابع على حسابه في التطبيق. وفي سبتمبر الماضي، قال ترامب في فيديو نشره على منصته "تروث سوشال": "لكل من يريد إنقاذ تيك توك في الولايات المتحدة، صوّتوا لترامب، الجانب الآخر يسعى إلى إغلاقه، لكنني الآن نجم كبير فيه".

ووفقًا لدراسات مركز "بيو" للأبحاث، تراجعت نسبة التأييد لحظر تيك توك في الولايات المتحدة بين الجمهوريين من 50% في العام الماضي إلى 32% في الصيف الماضي، ما يعكس تغيرًا في الرأي العام حول مستقبل التطبيق في أمريكا.